موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٦ أغسطس / آب ٢٠١٦
البطريرك يونان: من دون الحرية الدينية لا ضمانة لمستقبل دول الشرق الأوسط

أمانة سر البطريركية :

"قفوا للدفاع بشجاعة عن شرعة حقوق الإنسان وعن حرياتنا الدينية". هذا النداء أطلقه البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في مدينة تورونتو الكندية، ملبيًا دعوة كارل اندرسون، رئيس منظمة فرسان كولومبوس، والتي تعّد أكبر المنظمات العلمانية الكاثوليكية.

وألقى البطريرك يونان الكلمة الإفتتاحية للمؤتمر بمشاركة قرابة الألفين من المندوبين من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وأميركا اللاتينية وكوريا. وتناول في كلمته موضوعين أساسيين، الأول: شرعة حقوق الإنسان كما أعلنتها وثيقة الأمم المتحدة عام 1948، فشدد على "ضرورة العمل الجدي لتطبيق الوثيقة في جميع البلاد المنتسبة لمنظمة الأمم المتحدة دون استثناء، دون التعلل بأسباب دينية أو اجتماعية أو ثقافية".

وفي الموضوع الثاني، عالج غبطته مسألة "الحرية الدينية التي تجابه الكثير من التحدّيات في العالم، وبشكلٍ خاص في بلدان الشرق الأوسط، حيث تستأثر ديانة الأكثرية بحق الوجود رسمياً وتحظى بالإمتيازات على حساب المكوّنات الصغيرة، ما عدا لبنان الذي وحده يفصل الدين عن الدولة ويحترم حرية الضمير ويسعى لتطبيق صيغة التوافق بين طوائفه".

ونوّه إلى "خطورة الأحداث الجارية في منطقة الشرق"، وتأسّف "للجهل والتجاهل من قبل الدول العظمى لعذابات الأبرياء، لا بل لتواطؤ بعض السياسيين الغربيين في إذكاء نار الفتن في أكثر من مكان، ولا سيّما في سوريا والعراق، حتى اليوم. وهذه السياسة الماكيافيلية تخدم وللأسف برامج العصابات التكفيرية أمثال داعش وغيرها، ممّا سيؤول إلى الكثير من الدمار والمآسي، ومن تفريغ المكوّن المسيحي من بلاد المنشأ في الشرق".

أمّا بخصوص الجواب حول ما يفعله الغرب، فجدّد البطريرك يونان شكره "للكنائس والمنظّمات المسيحية التي مدّت ولا تزال تمدّ يد العون الإنساني للتخفيف من آلام مئات الآلاف من المسيحيين وغيرهم من المكونات الصغيرة الذين اقُتلعوا من أرضهم وساحوا تائهين في بلاد العالم". وذكّر المشاركين بأن "مسؤوليتهم الأولى هي الوقوف معًا للتمسك بالحقيقة والدفاع الصريح والشجاع عن الحقوق المدنية لجميع المواطنين"، مؤكدًا بأن "على الحرية الدينية أن تشمل فعلاً حرية العبادة وحرية الضمير، وهما الأساس الذي تُبنى عليه الحقوق المدنية لجميع المواطنين، ومن دونهما لا ضمانة لمستقبل بلدان الشرق الأوسط".