موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٥ مارس / آذار ٢٠١٤
البطريرك يونان: مسيرة المسيحيين في هذا الشرق ممزوجة بالدموع والدماء

بيروت - أبونا :

احتفلت الكنيسة السريانية الكاثوليكية مساء يوم السبت 8 آذار 2014 بعيد شفيع الطائفة القديس مار أفرام السرياني، في كاتدرائية سيّدة البشارة ـ المتحف ـ بيروت.

ترأس الإحتفال غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، الذي شدّد في موعظته على أنّ "مسيرة المسيحيين في هذا الشرق ممزوجة بالدموع والدماء منذ فجر المسيحية وإلى يومنا هذا"، وأنّ دعوتهم هي "أن يقدّموا الشهادة لإنجيل المحبّة والسلام، حتى الإستشهاد في سبيل يسوع المسيح"، وإنّ المسيحيين قد "قبلوا الصليب وعانقوه، وتعهّدوا إبقائه مرتفعاً لا للتحدّي ولا للتخويف، بل رمزاً للحبّ اللامتناهي، وللسلام بين جميع الشعوب".

وعبّر البطريرك يونان عن آمال الكنيسة بخلاص بلداننا العربية من معاناتها، بإشراق شمس ربيعها الحقيقي.

وهنّأ اللبنانيين بتشكيل الحكومة، طالباً أن تكون "هذه الحكومة فاعلةً ومسؤولةً أمام الشعب ومؤسّساته المدنية، بعيداً عن الحسابات والتحزّبات والتجاذبات، مذهبيةً كانت أم سياسية. لأنّ الشعب قد طالت معاناته، أذلّه الفساد وأفقرته البطالة، وكاد يفقد الثقة بالقيّمين على خدمته وتدبير شؤونه الحياتية والإجتماعية".

وعبّر غبطته عن تأييده دون تحفُّظٍ "المذكّرةَ الوطنية" التي أصدرها غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، المرتكزة على "العيش المشترك والوفاق الوطني والصيغة".

وإلى أبناء الكنيسة في سوريا التي "تئنّ منذ أعوامٍ ثلاثةٍ، نتيجة حربٍ خلّفت عشرات الآلاف من القتلى، وأعداداً أكبر من الجرحى، وهجّرت الملايين قسراً، وأضحى عدد النازحين فيها وخارجها يتصدّر قائمة اللاجئين المنكوبين في العالم!"، أشار غبطته إلى أنّ سوريا "بلدٌ عُرِفَ إلى سنواتٍ قليلةٍ، بالرغم من النقائص والأخطاء، أرضَ أمانٍ وتعدّديةٍ واعتدال، وأضحى اليوم مسرحاً مخيفاً للقتال والدمار، يدير إخراجَه الكارثي شحنٌ طائفي خارجي غير مسبوق".

وأطلق غبطته صرخةً وتسأولاً حول مصير المطارنة والكهنة والراهبات المختطَفين، مشدّداً على دعوة "جميع مكوّنات الشعب السوري، ألا يبخلوا بأيّ جهدٍ للتلاقي دون شروط على طاولة الحوار والمصالحة، واضعين نصب أعينهم المشروع الوحيد وهو إنقاذ وطنهم من هوّة التقاتل البغيض، فيجترحون بصدق وأمانة أعجوبة الحرّية والعدالة وكرامة الإنسان، كلّ إنسان، لأيّ دينٍ، أو مذهبٍ أو قوميةٍ أو حزبٍ انتمى".

وتوجّه يونان بالصلاة إلى شعب العراق، وحثّ جميع المواطنين على "توحيد جهودهم في سبيل نبذ التفرّق، مذهبياً كان أو سياسياً، ليلتقوا على حبّ وطنهم وخير شعبه". وطلب ممّن هاجروا أرضه أن يعودوا إلى أرض الأجداد للمساهمة في مشروع نهضة الوطن وبنائه.

,وتوجّه بالمحبّة والبركة إلى أبناء الكنيسة في عالم الإنتشار، وحثّهم "كي يحافظوا على وديعة الإيمان، ويعتزّوا بتقليد الآباء والأجداد العريق، ويوثقوا ارتباطهم بوطنهم الأمّ، ويفعّلوا محبّتهم لإخوتهم وأخواتهم المعذَّبين في بلاد نشأتهم المشرقية".