موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٤
البطريرك ساكو يوجه رسالة إلى المكرسين والمكرسات

بغداد - أبونا :

قال البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل للكلدان: إن "المكرس بإعلانه الواعي والحر يغدو ملكاً لله وللرهبنة والكنيسة، وبالتالي ليس بعد ملك نفسه"، مؤكداً بأن "حياة المكرس يجب أن تتركز بالكامل على المسيح وليس على شيء آخر".

وقال البطريرك في رسالة وجّهها إلى المكرسين والمكرسات لمناسبة سنة الحياة المكرسة، أن "رهبانياتنا تمر اليوم بمنعطف مهم وخطير، وإن لم ننتبه ونصحح مسارها ونعيدها إلى ينابيعها الصافية نضيع جذريتها"، لافتاً أنه "بسبب التركة الراكدة والوضع العام في البلد والأحداث المتسارعة كأننا فقدنا البوصلة وفقدنا بالتالي حماسة دعوتنا ورسالتنا وشهادتنا".

وأضاف "هذه السنة المخصصة للحياة المكرسة فرصة ممتازة للمراجعة الشخصية والجماعية والتقييم وتجديد البنى والقوانين في خارطة طريق إنجيلية ورهبانية تتلاءم مع زماننا عبر حلقات صلاة والاحتفال اليومي بالإفخارستيا المعدّة جيداً، وتأمل وقراءة علامات الازمنة، وتبادل خبرات ودراسات".

ووضع البطريرك ساكو في رسالته ثلاثة نماذج من المكرسين والمكرسات، حيث قال: "نحن اليوم أمام ثلاثة نماذج؛ مجموعة نخبوية عميقة تعيش النذور في الواقع الحياتي بأمانة تامة وحماس ونضوج انساني وروحي وكنسي"، مضيفاً أنهم "علامات مضيئة لديرهم وللكنيسة وشهادة للعالم".

أما النموذج الثاني فقال عنه البطريرك الكلداني: "نموذج سطحي لا يعرف ماذا يريد، يعيش في حالة غير مستقرة وتذمر. لذا ينبغي، على رؤساء الأديرة مساعدتهم على إتخاذ القرار الصائب: إما المغادرة أو البقاء شرط أن يقوموا بتنشئة ديرية منفتحة"، مشدداً في قوله إما "رهبان جيدون ملتزمون وفرحون، وأما لا".

وحول عن النموذج الثالث فقال البطريرك ساكو: "جماعة أخرى تعيش خارج الدير من دون حياة جماعية مشتركة والتزامها بالنذور، حيث أشبههم بسيارات من دون لوحة تعريف، وينبغي فصلهم من الدير إن لم يتوبوا توبة نصوح كالابن الضال ووضع حدّ للانفلات والشكوك".

وشدد في رسالته أن "الحياة الجماعية مهمة جداً"، مشيراً على الجمعيات الرهبانية "إعادة توزيع رهبانهم بشكل جديد حتى وإن تطلب الأمر غلق بعض الرسالات"، وذلك بهدف "تعزيزها وتغذيتها لتعكس فعلاً شهادة رهبانية إنجيلية".

وختم البطريرك ساكو رسالته بالقول: "إن المخاض الذي تمر به كنيستنا والمنطقة لا بدّ وأن ينتج عنه، إن أردنا وسعينا، ولادة مستقبل جديد"... "لنعمل بكل إخلاص مع بعضنا لرفعة "كنيسة المشرق" ونشر إنجيل الفرح مجداً لله".