موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٤ يوليو / تموز ٢٠١٧
البطريرك ساكو يكتب حول مستقبل بلدات سهل نينوى بعد هزيمة داعش

#NAME? :

<p dir="RTL">كثر الكلام عن مستقبل بلدات سهل نينوى قبل داعش وبعد داعش، منه ما هو منطقي ومقبول، ومنه ما هو أحلام بحتة أو أمنيات لا محل لها على أرض الواقع، والسؤال المطروح هو: من هي الجهة التي ستنفذها؟</p><p dir="RTL">هذه نقاط على الحروف مما نراه في كنيستنا في العراق بهذا الشأن المصيري الصعب.</p><p dir="RTL"><strong>من له حق الكلام عن مستقبل سهل نينوى؟</strong></p><p dir="RTL">سؤال يطرح ذاته متوخيًّا الاجابات المنطقية، ونراها تكمن في المعطيات ادناه:</p><p dir="RTL">&ndash; من له حق الكلام عن مستقبل سهل نينوى، هم أساسا أهالي المنطقة الأصليون الذين رحلوا منها، مع التساؤل إن كان ثمة أحزاب سياسيّة تمثلهم حقا، وتكون متوحدة لتمثيلهم على تنوّع مشاريعهم السياسية. ومع التقدير لمن ليسوا من المنطقة او من غادروا البلاد منذ سنوات عائشين في بلدان الشتات، ولكل ما يحملونه من معاناة، إلا أنه ليس بمقدورهم أن يتحدثوا عن مستقبل هذه البقعة، بعيدين عن خصوصياتها وواقعها الحالي، وعن هواجس سكانها، وليتهم يستطيعون اقله أن يساعدوهم في ترميم بيوتهم، مَن مِن غير الكنيسة يقوم بمساعدتهم؟</p><p dir="RTL">&nbsp;&ndash; يعزز ما ذهبنا اليه أعلاه أن أهالي سهل نينوى هم من يرسم خريطة للمنطقة مع جيرانهم المسلمين وغير المسلمين، قابلة التنفيذ وبعيدة عن اجندات خارجية او مصالح شخصية ضيقة وآنية.</p><p dir="RTL">&ndash; إنه لوضع حساس للغاية، أن يتم المزايدة بنحو او بآخر، في هذا الشأن بمعزل عن وضع المسيحيين المعقد والمقلق بسبب وجود معظم أبناء سهل نينوى حاليا في إقليم كوردستان، مهجرين قسرا وبيوتهم مهدمة او محروقة والبنى التحتية شبه مدمرة، مما جرّ العديد من هذه العائلات الى الخارج.</p><p dir="RTL">&ndash; لقد بات ملزما، أكثر من أي وقت مضى، على أهالي سهل نينوى، والمسيحيين عموما، والأحزاب السياسية الخروج من تناقضاتهم وتعزيز الوحدة بينهم وترك التجاذبات غير النافعة وايجاد جو سليم ومريح للتفكير والنقاش والحوار والعمل الجماعي في سبيل:</p><p dir="RTL">* ان يعتمدوا الواقعية والعقلانية بعد كل ما عانوه.</p><p dir="RTL">* ان يقوموا باختيار ممثليهم من حكماء بلداتهم وعقلائها المشهود لهم بالاقتدار والإخلاص والاستقلالية في الرأي، لعقد لقاءات جدية داخل البلاد وليس خارجها، تضمن لهم مستقبلا أفضل ومع جيرانهم وليس بمعزل عنهم.</p><p dir="RTL"><strong>مسيحيو سهل نينوى وجيرانهم</strong></p><p dir="RTL">&nbsp;&ndash; إن لمسيحيي سهل نينوى تاريخ طويل مع جيرانهم المسلمين وغير المسلمين، من المواطنين المخلصين، هم ايضا كانوا من ضحايا داعش، ومن ثم فإن مسيحيي سهل نينوى يعرفون ميدانيا، أنه لا يمكن اختزال تاريخ جيرانهم معهم، بإرهاب داعش.</p><p dir="RTL">&ndash; ومن الأهمية بمكان ان يدرك مسيحيو سهل نينوى، ان ثمة خطوطا مشتركة مع جيرانهم لا يستغنى عنها، للتمكن من تطوير مناطقهم وتحقيق تقدمها. فقد شاركوهم عبر أجيال كجيران وأصدقاء آلامهم وافراحهم وعاداتهم.</p><p dir="RTL">&nbsp;وفي اشارة الى التفاعل الثقافي والوجداني، خصوصا في ظروف النكبة، اودّ بالمناسبة أن أسوق هذا المثال الحي: لقد زرت في الأسبوع الماضي عائلتين من العائلات العائدة الى بلدة كرمليس واحدة مسيحية وأخرى مسلمة شبكية، فالعائلتان تتكلمان الكلدانية ولهما نفس العادات والتقاليد والجيرة الحسنة.</p><p dir="RTL"><strong>مطالب مشتركة، ورقة موحدة، وأولوية الامان</strong></p><p dir="RTL">&nbsp;وثمة جملة نقاط لا يمكن ان يكون خلافٌ بشأن ضرورتها وهي:</p><p dir="RTL">-الاتفاق على مطالب مشتركة ومتفق عليها، وقابلة للتنفيذ بحسب الدستور والقوانين الدولية، والتوصل الى ورقة موحدة وواضحة لمناقشتها مع الحكومة المركزية، وحكومة إقليم كوردستان.</p><p dir="RTL">&nbsp;&ndash; توفير الأمان والاستقرار وصولا الى احتمال المطالبة بمراقبة اممية، ذلك أن أهالي سهل نينوى بحاجة إلى الطمأنة بسبب ما عانوه من نزاعات و حروب وتهجير وتهميش.</p><p dir="RTL"><strong>أمنية أمام الرأي العام المحلي والدولي</strong></p><p dir="RTL">وأخيرا وليس آخرا، لا يسعني إلا أن أبث هذه الامنية، التي سبق وأن عبّرت عنها أمام الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي وهي: إني أجد حقا ان الحل الوحيد لجميع المواطنين هو في إيجاد نظام ديمقراطي مدني متطور يحقق العدالة والمساواة لجميع العراقيين، وهو وحده الكفيل بإنهاء العديد من المشاكل القائمة.</p><p dir="RTL">وهذه مناسبة أخرى لمناشدة الحكومة العراقية أن تفي بالتزاماتها بفرض الأمن والقانون وتعمير هذه البلدات: بيوت سكانها ومدارسها ومؤسساتها ودوائر ها الرسمية والشوارع والمستشفيات والكنائس ومساعدة الناس بالاستماع إليهم وتلبية مطالبهم المنطقية المشروعة. ولعلها مناشدة بالتزامات تشكل الحدّ الأدنى مما يمكن للحكومة أن تضطلع بالإيفاء بها.</p><p dir="RTL">(هذه الأفكار تعبر عن رؤية الكنيسة الكلدانية وقد اطلع عليها اساقفتها العشرون)</p><p dir="RTL">+ لويس روفائيل ساكو</p>