دعا البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل للكلدان، المسلمين إلى "التعبير بصراحة عن رفضكم وإدانتكم للتطرف الديني العنيف، لأنه يشوه الدين"، وذلك في رسالته بمناسبة عيد الأضحى.

وقال البطريرك ساكو في بداية رسالته: "إنني أتوجه إلى الأخوة المسلمين بخالص التهاني وأطيّب التمنيّات بمناسبة حلول عيد الأضحى، طالباً منه تعالى أن يحفظهم ويحفظ بلدنا من كل شر"، مؤكداً أنه "لا حريّة ولا كرامة من دون علاقة حقيقية صادقة تعترف بالآخر وتقبله كأخ وشريك في الأرض والوطن"، داعياً لمصالحة حقيقية وحوار شجاع ومقاربة سياسية فعالة لاستعادة السلام والأمان والاستقرار.

وسطّر البطريرك خارطة طريق للخلاص من الوضع المقلق بالقول: "بالتوعية والتربية الحاضنة للتنوع الديني والثقافي والقومي، واشاعة قيم السلام والتسامح والاحترام والعدالة والحوار، نحافظ على هويتنا الوطنية الجامعة، ونرفع الحواجز، ونعزز الثقة والعيش المشترك، ونقضي على كلِّ فكر متطرّف وعلى من يحثّ على الكراهية والعنف".

وأضاف البطريرك ساكو: "نحن المسيحيين المشرقيين العراقيين مكوّن اصيل وأساسي في العراق، نود ان نبقى معكم شركاء ونعمل كفريق واحد من اجل تقدّم بلدنا وخير شعبنا. هجرّنا داعش من بلداتنا وحتى في بغداد تمارس علينا ضغوطات، لكننا نقول لكم اننا نحبّكم لأن المسيح أوصانا أن نحبّ الجميع".

ولفت البطريرك الكلداني: "إننا على يقين أن كل المسلمين لا يقرّون أفعال داعش ويوجد بينهم من هم خير وبركة مثل الدكتور محمد العسلي الذي قتل دفاعًا عن مسيحيي الموصل"، داعياً المسلمين إلى الإعلان جهارة براءتهم من التطرف الديني العنيف وإدانته، "لأنه يشوه دينكم".

كما ناشد البطريرك ساكو الحكومة العراقية بالإسراع "لرصّ الصفوف والتعاون مع حكومة إقليم كوردستان لتحرير الموصل وبلدات سهل نينوى والمدن الأخرى ليعود المليون والنصف نازح إلى بيوتهم وخصوصاً المدارس ستفتح أبوابها بعد العيد والشتاء قادم". وختم بالدعوة ليكون عيد الأضحى مناسبة لردّ "قيم التضحية من أجل احترام الإنسان وحقوقه وكرامته، لا التضحيّة به".