موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
البطريرك ساكو يترأس قداس العام الجديد في كاتدرائية مار يوسف

البطريركية الكلدانية :

ترأس البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس العام الجديدـ، وذلك في كاتدرائية مار يوسف في الكرادة بالعاصمة بغداد، وعاونه المطرانان المعاونان باسيليوس يلدو وروبرت جرجيس وكاهن الرعية الأب نضير دكو، بحضور جمع من المؤمنين.

وجاء في عظة البطريرك ساكو:

ودّعنا قبل ساعات سنة 2019، مع ما عشناه من مفاجئآت ومعانات وهموم. واستقبلنا سنة جديدة 2020، ولا نعرف الى أين ستسير بنا، لكننا نأمل ان تكون مختلفة واكثر أمناً استقراراً، وألا تفاجئنا بمآسٍ اخرى، لقد تعبنا بصراحة من كل الظروف التي مرت ببلدنا، ونتوق الى ان نعيش في سلام وآمان وكرامة. لذا أؤكد على اهمية النأي بالنفس عن الصراع الدائر في المنطقة وادعو الجميع الى العقلانية والحكمة لتفادي الصراعات غير المفيدة لنا في سبيل الحفاظ على سيادة البلد وحماية حياة مواطنيه.

قبل أيام احتفلنا بعيد ميلاد المسيح، وميلاده يحمل لنا الرجاء وأجمل بشرى "السلام على الارض"، لكن أين منّا هذا المشروع، فالسلام لم يتحقق الى اليوم وبخاصة في منطقتنا ولعوامل مختلفة تاتي في المقدمة ميول الناس الشريرة، كالأنانية والمصالح الخاصة، والفساد والجوع والظلم، والعداوات، والتهديد والقتل والتهجير. السلام لا يتعايش مع هذه الحالات.

السلام يتحقق عندما نرفع من قلوبنا الميول الشريرة التي تقضي على قيم الاخوَّة والمحبة والسلام والعيش المتناغم. السلام يتحقق عندما نتوب، ونطهِّر قلبنا من كل سوء، ونستعيد تناغمنا ووحدتنا. السلام يتحقق عندما نتضامن ونتعاون كأخوة، وليس كخصوم، ونلزم عملياً الخير والقيم الانسانية والروحية والاخلاقية ونشعُّها بمساعدة النعمة الالهية.

البابا فرنسيس في رسالته عن السلام لهذا العام يؤكد على ان السلام، طريق أمل ورجاء، تتطلع إليه البشرية جمعاء، إزاء العقبات والمحن من حروب وصراعات، واستغلال وفساد، وكراهية وعنف، باعتماد الحوار والثقة المتبادلة.

وأمام موجة التطرف المستشري خصوصا في منطقتنا، بات ضروريا ان تقوم المرجعيات الدينية والتربوية بحملة توعية تضيء طريق السلام وأهمية ثقافة اللاعنف واحترام التنوع، وعدم الإساءة إلى أي أنسان مهما كان دينه أو عرقه أو لونه. هذه الافكار المتشددة المغلوطة تسيء الى الدين والمجتمع وتهدد السلم المجتمعي.

اننا نصلي بحرارة من أجلِ أن يَعُمَّ السلامُ في بلدنا وشَرقِنا المُتألم، وأن تكونَ هذه السنة، سنة مَحبةً واخوة وسلام وحرية وعيش كريم.

وكل عام وأنتم بخير.