موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١١ مايو / أيار ٢٠١٨
البطريرك الماروني بشارة الراعي يلتقي الكاردينال ليوناردو ساندري

بكركي - أبونا :

التقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، مساء الخميس، في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، يرافقه القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس وامين سرّه الاب فلافيو باتشيه بحضور لفيف من المطارنة.

وبعد خلوة ألقى غبطته كلمة ترحيب قال فيها: "باسم الأسرة البطريركية ارحب بكم في لبنان، ونعبر لكم عن سرورنا بهذه الزيارة التي تحمل كل المحبة والشراكة. سوف نصلي معا يوم الأحد بمناسبة عيد سيدة لبنان وعيد "سيدة لوخان" سيدة الارجنتين التي تحتفلون بها في 8 ايار. نتمنى لكم النجاح في رسالتكم وعملكم كرسول ينقل لقداسة البابا اوضاع الكنائس الشرقية. نشكركم على كل ما فعلتمونه وما تفعلونه في هذا السياق. انتم تظهرون هذا التفاني في مساعدة كنائسنا ولا سيما في هذه الظروف القاسية والصعبة التي نعيشها حاليا. ان مسيحيي الشرق يدفعون ثمن الحرب التي فرضت في العراق وسوريا غاليا والتي كلفتنا هجرة المئات من المسيحيين في العراق فنحو مليون مسيحي عراقي تركوا وطنهم وانتم تعلمون ان العراق هو تاريخ الخلاص. وفي سوريا خسرنا الكثير وفي لبنان وبظل الظروف الإقتصادية والسياسية والإجتماعية الصعبة نستقبل نحو مليون ونصف مليون نازح سوري اضافة الى نصف مليون لاجئ فلسطيني وهم يشكلون نصف السكان وهذا جعل نسبة هجرة اللبنانيين في ازدياد مستمر. الجامعيون يهاجرون وفي زياراتي الراعوية التي زرت في خلالها القارات الخمس هناك ما يدمي القلوب. نصلي ونشكر قداسة البابا الذي لم يتوقف ابدا عن الدعوة الى وقف الحرب والى احلال السلام. نحن ممتنون لكل نداءات قداسته ولكل ما يقوم به ولكننا في خسارة مستمرة لمواطنيننا علينا الحفاظ على وجودنا المسيحي في هذا الشرق الذي اوجدنا فيه الإعتدال المسلم. من يقوم بالحرب في سوريا من تنظيمات ليس من الشرق الأوسط فمسلمو الشرق معتدلون واذا خسر المسيحيون حضورهم وتاثيرهم في هذا الشرق فنحن سنكون مع شرق متطرف. وعلى هذه النية سوف نرفع صلواتنا معكم يوم الأحد.

بدوره قال الكاردينال ساندري: "اوجه تحية لقداسة البابا وما الدعوة التي وجهها في السابع من تموز للصلاة سوى نداء للمضي في طريق المحبة في الشرق. نحن قريبون جدا منكم يا صاحب الغبطة ومن اساقفتنا الذين يرافقوننا والقائم باعمال السفارة البابوية في لبنان الذي يطلعنا على كافة الامور. نحن نؤكد معكم انه من دون الوجود المسيحي فان الشرق الاوسط لن يكون ابدا الشرق الاوسط الذي حلمنا به. لقد منحتم الشرق السلام والحوار الحقيقي بين الاديان وفي الحياة اليومية. ويؤلمنا اليوم رؤية المسيحيين على وشك الإختفاء من بعض البلدان كما قلتم، وبالنسبة لنا لبنان هذا البلد الذي وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بـ "بلد الرسالة" وقداسة البابا بندكتوس السادس عشر بـ "المختبر"، وانا بدوري اعتبره بلد المحبة والعاطفة، هو كالمسيح المطروح على الصليب لفداء الشرق الاوسط وتحمل كل تبعات هذه الحروب واستقبال الناس الذين يتركون اوطانهم بجواركم ويفرضون مشاكل كبيرة في حياتكم الاجتماعية والمدنية اليومية. نحن معكم والى جانبكم للمحافظة على لبنان، الذي لا يمكن ان يسقط ابدا في هويته المسيحية وهويته الديمقراطية واحترام كل الاديان والأشخاص. وتراجع المسيحيين وبالتالي لبنان سيكون خسارة كبرى جدا للعالم اجمع".

وختم الكاردينال ساندري: "نصلي من اجل السلام في بلدكم والحفاظ على القيم المسيحية التي تحافظ بدورها على التوازن في حياة اخوتنا المسلمين. اود القول لكم ان قداسة البابا ونحن جميعنا نقف الى جانبكم وسنعمل كل ما بوسعنا ليكون لبنان سفينة سلام وعدالة في هذا الشرق.