موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣١ يوليو / تموز ٢٠١٨
البطريرك الكلدني لويس ساكو يوجّه رسالة إلى السياسيين العراقيين

بغداد - أبونا :

وجه البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو رسالة إلى السياسيين العراقيين، دعا فيها إلى "الإسراع بتشكيل حكومة ائتلاف مدنية قوية لإدارة شؤون البلاد، والبدء بمشروع نهضوي متكامل للتغيير والتطور والتناغم الوطني والدولي، من خلال توفير الأمن والحقوق المدنية والسياسية، وتعزيز القيم الإنسانية الأساسية والديمقراطية".

وقال في رسالته: "إن الحكومات المتعاقبة، ومنذ 2003 أخفقت في بناء دولة على أسس صحيحة، وفي وضع خطة شاملة للخروج من الازمات المتراكمة وتحقيق الأمان والاستقرار والعيش الكريم للعراقيين، فخلقت حالة من المعاناة والتوترات والمخاوف، وبالتالي دفعت الناس الى التظاهرات والاحتجاجات بسبب تدني الخدمات واستفحال البطالة، واستمرار آليات الفساد، وتراجع الاقتصاد، وعدم تمكن الحكومة من تلبية مطالبهم. إني كمواطن عراقي أعبّر عن آمالي وتطلعاتي بمستقبل بلدي وبناء وطن تسوده العدالة والمساواة، وطن يؤمّن عيشًا آمنًا وكريمًا لأبنائه".

وقدّم البطريرك ساكو رؤيته لتدارك الأمور قبل فوات الأوان، حيث قال: "لم تعد تتحمل الأمور أكثر من ذلك، ويجب تداركها قبل فوات الأوان. لذا ينبغي الإسراع بتشكيل حكومة ائتلاف مدنية قوية لإدارة شؤون البلاد، والبدء بمشروع نهضوي متكامل للتغيير والتطور والتناغم الوطني والدولي، من خلال توفير الأمن والحقوق المدنية والسياسية، وتعزيز القيم الإنسانية الأساسية والديمقراطية". كما دعا إلى "حصر السلاح بيد الدولة، أي بيد الجيش الوطني والشرطة الاتحادية. وتعزيز دور المؤسسة العسكرية وإبعادها عن الأحزاب والمحاصصة الطائفية"، و"تطبيق ضوابط صارمة في اختيار الأشخاص للمناصب العليا والدرجات الخاصة، استنادًا الى الاقتدار والخبرة وليس على المحسوبية"، و"إحالة الفاسدين الى القضاء واسترجاع المال العام".

كذلك أشار البطريرك ساكو إلى ضرورة "توظيف أكبر عدد من الشباب العاطلين وتقوية الاقتصاد الوطني من خلال إحياء مشاريع زراعية وصناعية وسياحية وتشجيع المواطنين الميسورين على الاستثمار"، إضافة إلى "تحديث البنى التحتية، من خلال تخصيص أموال لضمان الكهرباء والماء وتحسين الشوارع والجامعات والمدارس والمستشفيات وتنفيذ هذه المشاريع بمهنية عالية"، وإلى "تحديث المجتمع، من خلال برامج توعية ومناهج تعليم معدة بدقة لإشاعة الثقافة العامة، ثقافة الحوار وقبول الآخر، ثقافة السلام والحياة واحترام البيئة والمال العام والقانون وانهاء الفصل العشائري.

وتابع في رسالته داعيًا إلى "إصلاح الدستور والقوانين، باعتماد المواطنة والانتماء المطلق الى الوطن وليس الانتماء الديني أو المذهبي، فالدول الحديثة لا تبنى على الطائفية والمحاصصة". وكذلك "تقليص عدد النواب الكبير وإعدادهم للعمل ضمن برنامج دقيق وواضح كما تعمل وزارة الخارجية مع دبلوماسييها"، و"إصلاح القوانين لتستجيب مع المتطلبات الحالية والخروج من الادبيات القديمة غير الصالحة، وهنا أؤكد على دور المرأة العراقية واقتدارها".

وختم البطريرك ساكو رسالته إلى السياسيين العراقيين "آملاً ان تلقى آذانًا صاغية لدى تشكيل الحكومة القادمة".