موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٣ مارس / آذار ٢٠١٤
البطريرك الراعي يفتتح اليوبيل المئوي الأول لوفاة القديسة رفقا
بيروت - أبونا ووكالات :

ترأس الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الموارنة، القداس الاحتفالي لمناسبة افتتاح المئوية الأولى لوفاة القديسة رفقا، وذلك في دير مار يوسف جربتا، بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، والمونسنيور غابريل كاتشيا، السفير البابوي، ولفيف من الأساقفة والكهنة، وشخصيات سياسية واجتماعية، وحشد من المؤمنين.

وفي مستهل القداس، ألقت الأم صونيا الغصين، الرئيسة العامة للراهبات اللبنانيات المارونيات، كلمة جاء فيها: "لنا في وجه القديسة رفقا فسحة رجاء واسعة وإيمان راسخ. لقد علمتنا كيف يكون الألم مصدر فرح، اقتداءً بالرب يسوع المسيح: فكما عبرت بوتقة الآلام وبلغت إلى فرح القيامة ومجدها، بإيمانها والتزامها، كذلك يعبر لبناننا معافى نفق معاناته الضيق".

بعدها، تلا المونسنيور كاتشيا نص البركة الخاصة التي أرسلها البابا فرنسيس للمناسبة، "مع الغفران الكامل لجميع المؤمنين الحاضرين بدافع توبة حقيقية ومحبة"، وكذلك إلى جميع المؤمنين الذين سيقومون بزيارة دير مار يوسف جربتا، حيث ضريح القديسة رفقا، طيلة سنة اليوبيل".

وبعد إعلان الإنجيل، ألقى البطريرك الراعي عظة جاء فيها: "يسعدنا أن نفتتح اليوم السنة اليوبيلية لمرور مئة سنة على وفاة القديسة رفقا وانتقالها إلى مجد السماء في 23 آذار 1914، وهي بعمر 81 سنة، توزّعت على 20 سنة في البيت الوالدي والمدرسة في حملايا، والخدمة المنزلية في دمشق، و18 سنة في جمعية المريمات، التي أصبحت فيما بعد جمعية راهبات القلبين الأقدسين، و26 سنة في رهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات. وقد قضت منها تسعاً وعشرين سنة بالآلام، إذ بدأت طريق جلجلتها في مساء أحد الورديّة سنة 1885، عندما طلبتْ من المسيح الفادي الإلهي المصلوب أن يشركها في آلام الفداء. فاستجاب طلبها".

وأضاف موجهاً كلامه لرئيس الجمهورية "بحضوركم هذا الاحتفال، إنما تعطونه رمزاً وطنياً كبيراً. تزورون ضريح القديسة رفقا، رسولة الألم، حاملين آلام اللبنانيين وهموم وطننا لبنان... إننا نضع معكم بين أيدي القديسة رفقا جراح لبنان ومؤسساته وآلام اللبنانيين الذين يعانون من نتائج النزاعات السياسية: الفقر والفلتان الأمني وانتشار السلاح غير الشرعي، والابتزاز والخطف والظلم والتهجير والركود الاقتصادي والتجاري والسياحي، وتفاقم الدين العام وثقل الضرائب والرسوم، وانحطاط الأخلاق وتفشّي الفساد. جراح ثخينة في جسم الشعب والوطن، نضمّها إلى آلام المسيح وآلام رفقا، راجين أن تكون آلامَ مخاض، كآلام المرأة التي تلد، فيولد منها إنسان جديد ووطن جديد، بنعمة الله وقدرته".

وفي ختام القداس، شكرت الأم الغصين، باسم رهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات، للرئيس سليمان وقدمت له أيقونة عذراء الرحمة من كتابة راهبات الدير، فيما قدمت للبطريرك الراعي أيقونة القديسة رفقا، ابنة بلدته حملايا.

بدوره قدم الرئيس سليمان مذخّراً مذهباً وضعت فيه ذخائر القديسة رفقا. ومن المقرر أن يجوب المذخّر كافة المناطق اللبنانية خلال سنة اليوبيل، قبل أن ينطلق في زيارات حج إلى بلدان الانتشار للمناسبة عينها.