موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٧ أغسطس / آب ٢٠١٦
البطريرك الراعي يشارك في مؤتمر حول السلام في كوريا الجنوبية

سيول – أبونا والبطريركية المارونية :

شارك البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في مؤتمر حول السلام، في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، بدعوة من رئيس أساقفتها الكاردينال اندره يوم سويونغ، بحضور حشد كبير من المدعوين من كل أنحاء العالم.

وتحدث البطريرك الراعي عن "السلام والمصالحة في الشرق الأوسط"، متناولاً ثلاثة عناوين: المسيحيون في الشرق الاوسط، السلام والمصالحة، الاختبارات وواقع الحال والحلول. فبعد عرض حول تاريخ المسيحيين في الشرق، ودورهم في بناء حضارته وثقافته وفي نهضته وازدهاره، توقف غبطته عند النموذج اللبناني الذي يقوم على مجموعة قيم مشتركة بين المسيحيين والمسلمين وعلى التعاون المشترك بين جميع الطوائف والمشاركة في الحياة اليومية بشكل فريد يميز لبنان عن سائر دول الشرق الأوسط، وقد ترجم ذلك في ميثاقه الوطني.

وأكد البطريرك الراعي أن المنظمات الإرهابية التي تعمل على تخريب الشرق الأوسط لا تمثل الإسلام ولا المسلمين، وهي تهدف إلى تدمير الإسلام المعتدل والمنفتح الذي تحقق بفعل العيش المشترك مع المسيحيين بحلوه ومرّه، معتبرًا أن جزءًا كبيرًا من الحل في الشرق الأوسط يكمن في فصل الدين عن الدولة، وفي وجوب القيام بإصلاحات داخلية في الأنظمة العربية تقوم على الديمقراطية والمواطنة الحقيقية واحترام حقوق الانسان والحريات العامة.

ولفت إلى أن لبنان لم يعد يحتمل عبء ما يجري في سورية وتداعيات النزوح السوري إليه، إضافة إلى الأزمة الفلسطينية الناتجة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والإسرائيلي العربي. وهذه الحلول تبدأ بخلق دولة فلسطينية يعود إليها الفلسطينيون الذين تهجروا من أراضيهم وبتطبيق كافة القرارات الدولية بشأن هذين الصراعين. داعيًا الأسرة الدولية إلى المساهمة في التقارب الإيراني السعودي الذي يحل الكثير من العقد الداخلية في المنطقة ويخفف الاحتقان الطائفي فيها.

وأضاف البطريرك الراعي أن لبنان يدفع ثمن الصراعات السياسية الدينية، والسياسية الطائفية سواء في إسرائيل أم في بعض الدول العربية وقد بلغ هذا الثمن حدّ عجزه عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من سنتين، ولكن على الرغم من كل ذلك تبقى الصيغة اللبنانية الفريدة والدستور اللبناني ضمانة للبنانيين ومثالاً للدول العربية من أجل حلول أزماتها الداخلية على قاعدة العيش الواحد والمشاركة بالمساواة والمناصفة.