موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٩ مايو / أيار ٢٠١٦
البطريرك الراعي يدشن مذبح "كابيلا لبنان" داخل كاتدرائية ليزيو

باريس - الوكالة وطنية :

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداساً احتفالياً في كاتدرائية القديسة تيريز في ليزيو بفرنسا، لمناسبة تكريس "كابيلا لبنان" داخل الكاتدرائية، بمشاركة راعي أبرشية فرنسا المارونية المطران مارون ناصر الجميل، ولفيف من الكهنة، وحشد كبير من الشخصيات، إضافة إلى اللبنانيين الذين أتوا من فرنسا ومن مختلف دول الاغتراب.

وألقى البطريرك الراعي عظة جاء فيها: "اننا نقدم هذه الذبيحة الإلهية بشفاعة القديسة تريز ووالديها القديسين لويس وزيلي مارتان وبشفاعة قديسينا وطوباويينا، على نية هذه الأبرشية التي تستقبلنا، من اجل الاستقرار في لبنان وإحلال السلام في سوريا والعراق وفلسطين. كما نصلي لكي تتوقف الحرب الدائرة، ويتم ايجاد حل سياسي للصراعات القائمة ويحل السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط".

وقال: "لا بد من ان نشير الى العلاقة بين القديسة تريز وقديسينا. فهي حبيبة يسوع الصغيرة، اعلنها القديس البابا بيوس العاشر اعظم قديسي العصر الحديث، واعلنها البابا بيوس الحادي عشر شفيعة الرسالات، ونجمة حبريته، وأعلنها البابا بيوس الثاني عشر المحامية الثانية عن فرنسا مع القديسة جان دارك، والقديس البابا يوحنا بولس الثاني اعلنها معلمة الكنيسة الجامعة الثالثة والثلاثين. ان قديسينا بشهرتهم وعجائبهم وبخاصة تلك العائدة للقديس شربل، يتخطون حدود القارات الخمسة، وهم الآتون من بلد صغير، لبنان، الذي يشكل نقطة صغيرة على خريطة العالم. عن لبنان الصغير هذا قال القديس يوحنا بولس الثاني انه اكثر من بلد، انه رسالة ونموذج للتعايش والحرية".

وأضاف: "في منطقة يعتمد فيها النظام الديني، يبقى لبنان البلد الوحيد في العالم العربي الذي يفصل بين الدين والدولة. انه يطبق النظام الديمقراطي ويعترف بالمساواة بين المسيحيين والمسلمين على قاعدة المواطنة، ويتميز برئاسة الجمهورية التي يتولاها مسيحي ماروني عملا بالميثاق الوطني في العام 1943. بفضل هذه الميزة يمثل قبلة انظار المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط وبخاصة لاهل دول الخليج.ان القيمة الجيوسياسية للبنان تكمن في كونه بوابة اوروبا والغرب الى الشرق الأدنى والعالم العربي. انه ملتقى الحضارات والمكان الذي يقوم فيه الحوار بين الاديان والكنائس".

تابع: "ان قديسينا يحملون رسالة محبة الله نفسها التي اعلنتها وعاشتها القديسة تريز، ولكن كلامهم، بحسب مسيرته الحياتية، يترك لنا رسالة: القديس شربل في صومعته كان لنا مثالا في العزيمة والمثابرة، القديس نعمة الله من خلال التعليم اللاهوتي علمنا الإخلاص للقيم ولحالة الحياة، القديسة رفقا في عيشها حياة الجماعة وبآلامها علمتنا فرح الآلام مع يسوع، الطوباوي الأب يعقوب في مؤسساته الإجتماعية في خدمة كل انواع الاوجاع علمنا حب "اخوة يسوع الصغار"، والطوباوي الاخ اسطفان في عمله في الحقل علمنا الإجتهاد وتقديس الذات في الخدمة والعمل. القديسة تريز في سكون ديرها علمتنا حب الله الحقيقي وتقبل الاوجاع من اجل نشر انجيل الخلاص في العالم اجمع. وعلمتنا بخاصة "ان نمارس الأمور العادية بحب غير عادي".

وختم البطريرك الراعي: "في يوبيل سنة الرحمة، نصلي الى الله لكي يخفف وطاة هذه الأيام الصعبة، حيث باتت قوى الشر تشكل تهديدا متناميا، وحيث ضعفت القيم الإنسانية والاخلاقية في حياة الانسان. ربي، نتوسل اليك أن تواصل هذه الأرض المباركة، أرض فرنسا ولبنان في إعطاء الإنسانية قديسين وقديسات، وأن تنتصر القيم المسيحية حتى يتمكن كل الرجال والنساء باندفاعهم بالشركة والمحبة وبالإتحاد مع القديسة تريز ووالديها القديسين لويس وزيلي مارتان والقديس شربل والقديس نعمة الله والقديسة رفقا والطوباوي الأب يعقوب والطوباوي الاخ اسطفان،أن يرفعوا متحلقين حول مريم العذراء، نشيد المجد للثالوث الأقدس".

وفي نهاية القداس الإلهي، دشن البطريرك الراعي وبارك مذبح "كابيلا لبنان" داخل الكاتدرائية، ورفع الستارة عن منحوتتين من الرخام للفنان رودي رحمة لوجوه قديسي لبنان الخمسة شربل، الحرديني، رفقا، اسطفان نعمة وأبونا يعقوب الكبوشي، وتتوسط المنحوتتين أرزة لبنان التي تضم ذخائر القديسين الخمسة وكتب عليها "أرز الرب أرز لبنان".