موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٩ فبراير / شباط ٢٠١٨
البطريرك الراعي يترأس قداس عيد مار مارون، بحضور الرئيس عون

بيروت - أبونا :

لمناسبة عيد القديس مارون، مؤسس الكنيسة المارونية، شارك الرئيس اللبنانية ميشال عون وعقيلته، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في القداس الإلهي الذي أقيم في كنيسة القديس مارون في الجميزة، وترأسه البطريرك بشارة بطرس الراعي، بحضور شخصيات رسمية ودبلوماسية وثقافية.

وقبيل بدء القداس الاحتفالي، ألقى راعي أبرشية بيروت المطران بولس مطر كلمة رحّب فيها بالرئيس عون والحضور. وقال: "وإذ نضرع إلى الله من أجل كنيستنا وأبنائها في العالم أجمع، لتبقى شاهدة لإيمانِها، ومتمسكة بتراث الآباء والأجداد، ومنفتحة على الدنيا بالمحبة والوفاء، ومن أجل وطننا العزيز لبنان لينهض إلى الحياة من جديد وإلى الإسهام في صنع التاريخ، نسأل شفاعة الناسك القديس مار مارون ليلهمنا أن نكون على مثاله ممن يضحون بذواتهم في سبيل أوطانهم وليس بأوطانهم في سبيل ذواتهم".

وبعد الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة القداس، وقال فيها: "لا يقتصر العيد على مباهجه، بل يتعدّاه إلى معانيه ومقتضياته في حياتنا. وأهمّها التحلّي بفضائل القدّيس مارون وروحانيّته، فنختصرها بثلاث هي: الصلاة التي كانت تدخله في اتّحادٍ عميق مع الله، وتنقّي عقله وقلبه من كلّ ميل إلى الخطيئة والشّر، وتملأه حبًا وعطفًا وحنانًا نحو الجميع؛ روحُ التوبة بالتقشّف التكفيري عن خطاياه وخطايا الناس؛ التجرّدُ الكامل من الذات وخيرات الدنيا. في هذه الثلاث عاش تلاميذ القديس مارون تابعين "حبّة الحنطة" التي أثمرت الجماعة المارونيّة طائفةً وكنيسة وأمّة. فتفاعلت مع مجتمعها العربي ومحيطها الإسلامي في حوار الحياة واللغة والمصير، ومع مختلف الكنائس في حياة مسكونية على أساس المحبة في الحقيقة، ومع دول الانتشار في الاغناء والولاء. وهي في كلّ ذلك تحمل هوّية ورسالة أنطاكية – سريانية وخلقيدونية كونتا ثقافتها التي كتبتها على أرض لبنان فأغنته، وجعلت منه وطنًا روحيًّا لموارنة العالم، على تنوّع جنسياتهم".

وأضاف: "لقد أعلنت الكنيسة المارونيّة إيمانها بمثل هذه الدولة وحدّدت مقوّماتها بأربعة: التمييز الصريح، حتى حدود الفصل، بين الدين والدولة، بدلًا من اختزال الدين في السياسة، أو تأسيس السياسة على منطلقات دينيّة لها صفة المطلق؛ الانسجام بين الحرية، التي هي في أساس فكرة لبنان، والعدالة القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات، التي من دونها لا يقوم عيش مشترك؛ الانسجام بين حقّ المواطن الفرد في تقرير مصيره وإدارة شؤونه ورسم مستقبله، وبين حقّ الجماعات في الحضور والحياة على أساس خياراتها؛ الانسجام بين استقلال لبنان ونهائيّة كيانه، وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم. هذه هي مقتضيات عيد القدّيس مارون الكنسي والوطني. نسأل الله بشفاعته أن يساعدنا بنعمته لنكون حبّة الحنطة تموت عن الذات ليحيا لبنان معافًا وقادرًا على تأدية رسالته التي تسلّمها من تضحيات الآباء والأجداد".