موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٩ سبتمبر / أيلول ٢٠١٦
البطريرك الراعي يترأس قداس شكر على إعلان قداسة الأم تريزا

بشري - أبونا والبطريركية المارونية :

ترأس الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بطريرك الموارنة، قداس الشكر الاحتفالي لمناسبة إعلان قداسة الأم تريزا من كلكتا، وذلك في كنيسة السيدة في بلدة بشري اللبنانية، وعاونه المطرانان مارون العمار وحنا علوان، والمونسنيور فيكتور كيروز، والمونسنيور يوسف فخري وكهنة الرعية.

وانطلاقًا من الآية الإنجيلية "كل ما صنعتموه إلى أحد إخوتي هؤلاء الصغار، فإليّ صنعتموه"، قال البطريرك الراعي في عظته: "إن القديسة الأم تريزا عاشت النص الإنجيلي، ووجدت فيه الدعوة التي سمعتها في داخلها من الرب يسوع، وهي التخلي عن كل شيء وخدمة المسيح في الأكثر فقرًا بين الفقراء، خدمة تروي عطشه اللامتناهي للمحبة ولخلاص النفوس. فراحت تخدم المسيح في الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والسجين، أيًا كان دينه ولونه وعرقه. فأسست جمعية مرسلات المحبة، وفرع الأخوة مرسلي المحبة، وتباعًا فرع الأخوات التأمليات، وفرع الأخوة التأمليين، وفرع الآباء مرسلي المحبة. وبتاريخ وفاتها في 5 أيلول 1997، أي منذ عشرين سنة، كان عدد أعضاء جمعيتها 3842 راهبة فاعلة في 594 مركزًا، و120 دولة".

تابع: "ميزت الأم تريزا بين المحبة الشاملة للجميع وكأنها من دون تحديد، وبين محبة كل إنسان بمفرده. فكانت تقول: إذا فكرت بالنّاس جميعًا كجماعات فقط، فهذا ليس حبًا كما يريده المسيح. إن الشخص الفرد هو المعني بالحب الحقيقي. إني أؤمن بالحب وجهًا لوجه: لهذا الجائع، لهذا العطشان، لهذا العريان، لهذا الغريب، لهذا المريض، لهذا السجين. وأسفت لعدم اكتراث بعض النّاس بأمثال هؤلاء المحتاجين الذين سماهم يسوع إخوته الصغار. ذلك أنهم فقدوا الإيمان والوعي. ولو فهموا قيمة هذا الإنسان المتألم لكانوا تصرفوا بوعي، وعرفوا أن الله يسكن فيه".

وأضاف البطريرك الراعي: "تقول لنا القديسة الأم تريزا أن العالم بحاجة إلى حب، بل عطشان إلى الحب. فيجب على كل واحد وواحدة منا أن يحمل إليه هذا الحب الذي هو الله. فالله محبة، وحيثما يكون الله، هناك يكون الحب. إنها تدعونا لننشر ثقافة الحب بدل البغض، والسخاء في العطاء بدل الأنانية، والمصالحة بدل النزاع، والمغفرة بدل الإساءة. كما تقول لنا إن للعائلة دورًا أساسيًا في التربية على الحب الحقيقي؛ فالقديسة الأم تريزا تشير إلى دور الأم الأساسي في هذه التربية، فالأم هي قلب البيت، وهي التي تعطي الشكل للعائلة، فيما تحب وتعتني بأولادها. هي التي تجعل من البيت عش حب".

وختم بالقول: "من شخصية القديسة الأم تريزا، ندرك أن الإصلاح في المجتمع والدولة إنما يأتي على يد أشخاص إداريين وسياسيين يسكن الحب في قلبهم، أي الله. عندئذ تأتي الحلول لكل الأزمات التي تتخبط فيها. هذا ما فعلته القديسة الأم تريزا دي كلكوتا كما فعل غيرها من الذين عاشوا المحبة الإجتماعية، ومن الذين أصلحوا أوطانًا وقد مارسوا السياسة فنًا شريفًا في خدمة الخير العام، وفي كل القطاعات التي تؤدي إليه".