موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٨ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
البطريرك الراعي يترأس القداس لمناسبة افتتاح دير مار شربل في روما

روما - وكالات :

افتتحت الرهبانية اللبنانية المارونية دير مار شربل الجديد في روما خلال قداس احتفالي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي في كنيسة الحبل بلا دنس، داخل الدير، عاونه فيه المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا، والرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، وحضور رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وحشد من الشخصيات المدنية والدينية، وأبناء الجاليتين اللبنانية والإيطالية.

الأباتي الهاشم

وألقى الأباتي الهاشم كلمة ذكر فيها بوصف قداسة البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني، القديس شربل مخلوف "بأنه مجد الرهبانية اللبنانية المارونية وخير ممثل لكنائس المشرق ولتقليدها الرهباني السامي". وقال: "إن احتفالنا اليوم، هو عمل العناية الإلهية، وهو يفرحنا، بشكل عميق. إنه أيضًا، بالنسبة إلينا، حدث تاريخي، فهو يتحقق، بتواضع وبعرفان جميل خفور، تحت نظر سيد التاريخ، الرب يسوع المسيح، الذي يملأ رهبانيتنا بعطاياه ونعمه".

وأضاف: "نعلن أن هذا الدير يحمل اسم دير القديس شربل للرهبانية اللبنانية المارونية، تحت نظر أمنا العذراء مريم البريئة من الدنس، التي تحمل هذه الكنيسة اسمها، إنه حدث تاريخي لأننا نعلن، احتفاليًا، بدء الحياة الديرية في هذا الدير، وفق قوانين الرهبانية اللبنانية المارونية، وذلك بعد الزيارة التي قام بها نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، في شهر أيار الفائت، وبعد منحه بركته الأبوية لهذا المقر".

وتابع: "إنه فعل من العناية الإلهية، لأنه يصل تاريخ الرهبانية الحاضر ببداياتها، عندما حط رحال المؤسسين في كنيسة مار بطرس ومارشلينو، الواقعة على مقربة من هذا الدير ، إنه حدث تاريخي لأنه يحقق حلم عشرات السنين في الرهبانية، حلم دير لجماعة الرهبان الحاضرين في روما، وحلم كنيسة يكرم فيها، كما يجب، القديس العظيم شربل، ابن الرهبانية اللبنانية المارونية وشرف كل الكنيسة المارونية، إنه حدث تاريخي، لأن الله، سيد التاريخ، شاء، بعنايته، أن تدشن رهبانيتُنا مرحلةً جديدةً في تاريخ هذا الدير. فتاريخ هذا الدير وهذه الكنيسة، لا يبدأ معنا، بل إننا نكمله، بعد الخدمة المميزة التي قامت بها راهبات العذراء البريئة من الدنس. أحيي، مع الشكر الصادق، حضرة الرئيسة العامة الحاضرة بيننا، علامة لمتابعة المسيرة تحت اعين سيد التاريخ".

وقال: "إنه حدث تاريخي، لأنه يبين هوية الموارنة الحقيقية. فالهوية الرهبانية والتعلق المطلق والكامل بالكرسي الرسولي هما من الميزات الرئيسة للكنيسة المارونية. إن تدشين مقر رهباني في مدينة اسقف روما هو اعتراف متواضع وعلني بهاتين الميزتين، في الكلام عن الهوية الرهبانية للكنيسة المارونية". وتوجه بالشكر من القلب للبطريرك الراعي لأنه تكرم فقبل الاحتفال بهذا القداس واعطاء البركة لجماعتنا الرهبانية في روما، والى المطران مار يوحنا رفيق الورشا، المحتفل معنا بهذا القداس، واتمنى له بداية مثمرة في خدمته الرومانية، كوكيل بطريركي". وقال: "وفي التفكير بالتعلق بالكرسي الرسولي، أودّ التعبير عن الطاعة المطلقة لقداسة البابا فرنسيس، والتأكيد على أننا نرافقه بالصلاة وبمحبتنا البنوية. إن رهبانيتنا لا تزال تتذوق الثمار الشهية للعناية التي يحيطها بها الذين يسوسونها باسم قداسة البابا"، معربًا عن سعادته لما يقوم به الكاردينال ساندري مع معاونيه في مجمع الكنائس الشرقية، بكل كرم نفس، تجاه الرهبانية.

البطريرك الراعي

وألقى البطريرك الماروني عظة أشار فيها إلى أن "القديس شربل هو بامتياز الرجل الصالح الذي يخرج الصالحات من كنزه الصالح، هكذا فعل اثناء حياته على الارض وهكذا يفعل من سمائه بشكل عجيب، بحيث تشمل النعم الإلهية التي يغدقها القارات الخمس، وجميع الناس من كل لون وعرق ودين وثقافة. فلقد اكتسب القديس شربل هذا الكنز الصالح بإتحاده الكامل بالله بالصلاة والتأمل بكلامه والاماتات وحياة التقشف".

وقال: "يدعونا الرب يسوع لاكتساب الكنز الصالح في قلوبنا لكي نخرج منه دائمًا الصالحات على مثال القديس شربل، وبذلك نعطي معنى لحياتنا على الصعد العائلية والكنسية والسياسية". وختم البطريرك الراعي عظته بالقول: "نصلي كي يكون دير القديس شربل هذا مكان اكتساب الكنز الصالح الذي به نغني مجتمعنا وعلاقاتنا مع جميع الناس لمجد الثالوث الاقدس الآب والابن والروح القدس الان والى ابد الآبدين آمين".

الكاردينال ساندري

وفي نهاية القداس، ألقى رئيس مجمع الكنائس الشرقية كلمة نقل فيها محبة قداسة البابا فرنسيس للبنان وللحاضرين، وهنأ البطريك الراعي والرهبنة اللبنانية المارونية عل هذا الاحتفال، متحدثًا عن تاريخ الكنيسة المارونية عبر العصور. وقال: "إن الرهبانية اللبنانية المارونية ساهمت من خلال هذا الدير بإطلاق رسالة الحياة الرهبانية في هذه المدينة الخالدة روما، فالقديس شربل سيبقى منارة ليس فقط في لبنان، بل أيضًا في روما والعالم اجمع".

ودعا "الكنيسة المارونية للتجذر أكثر في الينابيع والعودة إلى جذورها النسكية والرهبانية"، مؤكدًا "دورها الطليعي في الشرق الاوسط والعالم". كما دعا "كل الغيارى على محبة لبنان ومصلحة شعبه وكنيسته للصلاة والتضرع للقديس شربل كي يبقى شاهدًا ومنارة على حضوره وحبه لابناء الكنيسة"، مشددًا على "أهمية وجود لبنان وتاريخه، وإلى وجوب أن يعود ليلعب دوره الطليعي على مستوى الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والعالم، وعلى مستوى الحضور الماروني في العالم كله وليس في لبنان فقط.

وأعلن أن "قداسة البابا يكن للبنان محبة خاصة ويتابع الاوضاع فيه، ويأمل ان تتنتهي الازمة التي يمر بها في أسرع وقت بالتضامن والمحبة بين جميع أبنائه من كافة الأطياف اللبنانية". وختم المسؤول الفاتيكاني متمنيًا "الازدهار للرهبانية اللبنانية المارونية وسائر الرهبانيات"، مؤكدًا "محبة البابا فرنسيس وصلاته ومتابعاته لشؤون الكنائس الشرقية وللبنان بصورة خاصة".