موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٩ فبراير / شباط ٢٠١٦
البطريرك الراعي يترأس القداس الإلهي احتفالاً بعيد القديس مارون

بكركي – إذاعة الفاتيكان :

احتفالاً بعيد القديس مارون في التاسع من شباط، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة للمناسبة قال فيها: "يُسعدنا أن نحتفل معكم، ومع جميع الموارنة في القارات الخمس، بعيد أبينا القديس مارون، ونهنّئ كل أبناء كنيستنا وبناتها، إكليروسًا وعلمانيين، في كل أنحاء العالم، بعيد أبينا القديس الذي دُعينا باسمه، ملتمسين من الله بشفاعته، ونحن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية، أن يمنحنا نعمة الإقتداء بروحانيّته في عيش إنجيل المسيح، وبفضائله، حفاظًا على الإرث الموروث من الآباء، والأجداد، والتزامًا منا برسالتهم في هذا المشرق وفي كلّ مكان نعيش فيه".

ومما جاء في عظة البطريرك الراعي نقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية "إن أول ما يدعونا إليه القديس مارون أن ننتصر على أصنام الحياة التي تسعى إلى أن تأخذ مكان الله في حياة البشر وهي أوّلاً صنم المال الذي سمّاه الرب يسوع "ربًّا" بقوله "لا يمكنكم أن تعبدوا ربّين، الله والمال. فإمّا أن تحب الواحد وتُبغض الآخر، وإمّا أن تتبع الواحد وتنبذ الآخر" (متى 6: 24). والصنم الثاني الراحة واللّذة على حساب الرسالة والشهادة المسيحية والتضحية بالقيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، والعيش في أسر الأنانية والروح الاستهلاكيّة، وفي الانغلاق عن البذل والعطاء، وعن تقاسم ما وضع الله بين أيدينا من خير مادي أو معنوي أو ثقافي مع من هم في حاجة. والصنم الثالث هو السعي إلى السلطة، بأي وسيلة كانت ولو على حساب الخير العام، والاحتفاظ بها، من دون القيام بما تملي من واجبات تجاه الشعب والجماعة. فتضحي وسيلة لكسب المال والتسّلط وإهمال حقوق المواطنين. هؤلاء لا يدركون أن الأوطان تُبنى بالتضحية بالذات لا بالتضحية بالآخرين من أجل ذواتهم ومصالحهم. والصنم الرابع هو العنف والسلاح الذي يحمل عابده إلى فرض نفسه ورأيه على جميع الناس وتخويفهم وتهديدهم، ويعطّل الشأن العام، ويستبيح الحرب وأعمال العنف، ويستبد بأرواح المواطنين وغيرهم، ويجعل من نفسه سيّد الحياة والموت، محتلاً مكان الله، الذي هو وحده سيّدهما و أوصى آمراً: "لا تقتل!" (متى 5: 11) "إنّ جميع الذين يعبدون هؤلاء الأصنام وأمثالهم إنّما يعيشون في حالة عبودية لأصنامهم، ويخسرون عطية "حرية أبناء الله" الثمينة".

وختم البطريرك الراعي عظته قائلاً "في عيد أبينا القديس مارون الذي ينادينا للعودة إلى الجذور والتقاليد، وفي زمن الصوم الكبير الداعي إلى التغيير الداخلي والمصالحة مع الله والذات والناس، وفي يوبيل سنة الرحمة الذي نختبر فيه رحمة الله وجودته، نلتمس من الله أن يمنّ على لبنان بزمن جديد يخرجه من أزماته، وعلى بلدان الشرق الأوسط، ولاسيما على فلسطين والعراق وسوريا وسواها، بالسلام العادل والشامل والدائم، ونهاية الحروب والنزاعات، وعودة جميع النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى ديارهم وممتلكاتهم".