موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ مايو / أيار ٢٠١٦
البطريرك الراعي يترأس الاحتفال بعيد سيدة لبنان

حريصا – أبونا :

بمناسبة افتتاح الشهر المريمي وعيد سيّدة لبنان ترأس الكاردينال بشاره بطرس الراعي، بطريرك الموارنة، أمس الأحد القداس الإلهي في مزار حريصا في لبنان.

وقال البطريرك الراعي في عظته: "لقد اجتذبت أمُّنا مريم العذراء، سيّدةُ لبنان، وتجتذب كلَّ يوم ألوف الزوّار المصلّين، من مسيحيّين ومسلمين ومن أتباع أديان آسيوية وأفريقية وهندية أخرى. تجتذبهم إليها بيدَيها المنبسطَتَين نحو العاصمة بيروت لتباركهم، ولتفيض عليهم وعلى المدينة والوطن النعم السماوية. إنها تشعّ أمامهم وأمامنا ببياضها الذي يرمز إلى سموّ قداستها. تشعّ مثالاً في الفضائل الإلهيّة، الإيمان والرجاء والمحبة، وفي فضائلها الإنسانيّة التي جمّلت أمومتها ليسوع وللبشر أجمعين، بالحنان والسخاء والتواضع والتفاني. إن الكنيسة تجد في مريم الكلّية القداسة ملء الكمال الإلهي في الإنسان. فتكرّمها وتدعو كلّ المؤمنين، من أبنائها وبناتها، للاقتداء بها. على مثال القديسين الذين رُفعوا من أرضنا إلى مجد السماء. ونحن اللبنانيين مدعوون لنرتفع، على مثالها ومثالهم، مثل الأرز، بالقيم التي جمّلت الإنسان اللبناني عبر تاريخه. فلا يمكن البقاء في حالة الانحطاط الأخلاقي إلي يُفسد كل قطاعات الحياة العامة والخاصة".

وأضاف: "في يوبيل سنة الرحمة، نرفع إليها أنظارنا وقلوبنا، وهي أم الرحمة التي أعطتها جسدًا بشخص يسوع، ملتمسين أن نعبر وكل إنسان، من خلال الباب المقدس، إلى عالم رحمة الله. فننعم برحمة غفرانه وسلامه، ونشهد لرحمته في عالم أصبح بأمسّ الحاجة إلى رحمة تُعيد إلى القلوب المشاعر الانسانية التي يُبيدها الحقد والبغض والمصالح الشخصية".

تابع غبطته: "فيما نقف الآن وقفة إيمانية أمام تمثال سيدة لبنان نرفع أفكارنا وعقولنا وقلوبنا إليها، من معاناة الأزمة السياسية والاقتصادية والمعيشية في لبنان، ومن معاناة النزاعات والحروب وويلاتها في سوريا والعراق وفلسطين والأرضي المقدّسة وسواها من البلدان المشرقية. نصلّي ورديتها التي أرادتها لتكون قوّة الكنيسة في الانتصار على قوى الشّر والهدم، والوسيلة لتوبة الخطأة وإنهاء الحروب وإحلال السلام. بهذا الرجاء نصلّي مسبحتها اليوم وكلّ يوم: من أجل خروج لبنان من أزمة فراغ سدّة الرئاسة الأولى، والدخول في خط النهوض من معاناته الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، هي التي تحميه بيدها الخفيّة. ومن أجل إيقاف ويلات الحرب على مدينة حلب الشهيدة وشعبها البريء الذي يقع ضحية المطامع والأحقاد. ومعهم نستصرخ الضمير العالمي كي تتحمل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمم مسؤولياتهما عن رفع ظلم الحرب والقتل والدمار. إننا نؤكد لهم تضامننا الكامل معهم وقربنا من مأساتهم وصلاتنا. ونصلّي من أجل إيقاف الحروب الأخرى الدائرة في بلدان المنطقة بإيجاد حلول سياسية لها، كفيلة بإحلال سلام عادل وشامل ودائم. ومن أجل العودة الآمنة لجميع اللاجئين والنازحين والمخطوفين إلى بيوتهم وممتلكاتهم وأوطانهم، وضمانة حقوقهم كمواطنين على اختلاف مذاهبهم".