موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٤ ابريل / نيسان ٢٠١٦
البطريرك الراعي يأسف لـ"غيمة الصيف" بين لبنان ودول الخليج

بيروت - وطنية :

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، وفد سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الذي ضم سفير دولة الكويت عبد العال القناعي، سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، سفير الإمارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي، وسفير دولة قطر علي بن حمد المري.

ورحّب البطريرك الراعي بالسفراء قائلاً: "يسعدني أن أرحب بكم في هذا اللقاء الذي يجمعنا، وقد اعتدنا على عقد لقاءات من أمثاله مع سفراء مختلف الدول من أجل مزيد من التعارف والتشاور بشأن لبنان، وأنتم تمثِلون دولكم الشقيقة فيه، وبشأن بلدان المنطقة التي تعيش ويلات الحرب والقتل والتدمير والتهجير والتعذيب، وأصبحت كأنها مسرح للمنظمات الإرهابية".

أضاف: "نحن حرصاء على حماية الكنز المشترك الذي نحمله معاً، بمسؤولية تاريخية، مسلمين ومسيحيين، وهو العيش معاً على أرض فيها قدسياتنا المسيحية والإسلامية، منذ ألف وأربعماية سنة وفي ظل عيشنا المشترك، رغم ما مرت به من ظروف صعبة، قائماً على التعاون والاحترام المتبادل، ذلك أن مصيراً واحداً يجمعنا، وثقافة حضارية بنيناها معاً. فلا يمكن الاستمرار والسماح بتدمير كل شيء. ولا بدّ من الرجوع إلى الذات المشتركة، وإيقاف الحروب والنزاعات، وإيجاد الحلول السياسية، وإرساء أساس سلام عادل وشامل ودائم في منطقتنا العربية، وتوحيد الصوت".

تابع: "يعنينا اليوم بنوع خاص تأكيد الصداقة بين لبنان وكل بلد من بلدانكم النبيلة، والإعراب عن أسفنا لغيمة صيف مرت وعكرت الأجواء مع بعض من أوطانكم. وأود في المناسبة التعبير عن امتنان شعبنا اللبناني الذي يعمل في بلدانكم، وقد وجد فيها مجالاً لتحقيق ذاته وإيجاد فرص عمل. ويعتز بأنه أسهم في نموها الاقتصادي والتجاري والإعماري. ولذا يعنينا أن نحافظ على هذه العلاقات البناءة لخير الجميع". وختم: "باسم أسرتنا البطريركية، نشكر لكم حضوركم العزيز على قلبنا في هذا الكرسي البطريركي، ونعرب لكم ولبلدانكم وحكامها عن عميق احترامنا وتقديرنا ومودتنا".

وفي ختام اللقاء، صرّح السفير الكويتي بالقول: "لقد سعدنا اليوم بزيادة صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بكركي التي تعتبر مرجعية وطنية للبنانيين الكافة واستمعنا باهتمام كبير الى الافكار والمواضيع التي عرضها غبطته خلال اللقاء حول الوضع الداخلي اللبناني، ولمسنا حرصه على التواصل مع القوى السياسية كافة من اجل تحقيق المصلحة العليا للبنان وفي مقدمها التوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن لينتظم عمل الدولة ومؤسساتها الدستورية، كما اكد صاحب الغبطة اهمية تنقية علاقات لبنان مع اشقائه العرب وانهاء اسباب التوتر التي شهدتها المرحلة السابقة وضرورة المحافظة على افضل العلاقات الاخوية بين لبنان والدول العربية الشقيقة ودول الخليج بشكل خاص".

أضاف "يغتنم أصحاب السعادة وجودهم في هذا الصرح لدعوة الأشقاء اللبنانيين إلى وضع مصلحة بلدهم فوق كل اعتبار وتعزيز وحدتهم الداخلية والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لوقف التدهور، لا قدر الله، ووضع حد للشلل الذي أخذ يصيب مؤسسات الدولة، وإلى المحافظة على هوية لبنان العربية وعدم الجنوح به نحو مشاريع غريبة عن محيطه وبيئته، وقطع الطريق على بعض الجهات الخارجية التي تسعى إلى تخريب علاقات لبنان بأشقائه العرب".