موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٦ ابريل / نيسان ٢٠١٨
البطريرك الراعي: ايها اللبنانيون انتخبوا الاصلح لكم وللوطن

بكركي – أبونا :

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي "كابيلا القيامة" عاونه فيه المطارنة حنا علوان، بولس عبد الساتر وعاد أبي كرم، أمين سر البطريرك الأب بول مطر، وحشد من الفاعليات السياسية والتربوية والدينية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة، قال فيها: "عندما عرف التلميذان يسوع عند كسر الخبز قاما على الفور ورجعا ليلاً وبمسيرة ثلاث ساعات إلى أورشليم لكي ينقلا خبر القيامة والفرح. هذا يعني أن سر القربان لا يؤمن القوة الداخلية وحسب، بل أيضًا القوة الجسدية والعزم. إنها قوة كينونية تنبعث من الرب يسوع الحاضر في القربان إلى المؤمن والمؤمنة، وتنتشر في المجتمع والحياة العامة، وتصبح ثقافة حياة. وهي ثقافة فرح العطاء من دون حساب، وثقافة زرع الفرح في القلوب، وانتزاع الغم والقلق والإحباط منها".

وتابع: "كثيرة هي هموم اللبنانيين وحاجاتهم، ويعبرون عنها في تظاهرات وإضرابات ونداءات. إننا معهم نناشد المسؤولين السياسيين تحمل مسؤوليتهم التاريخية قبل الإنهيار الإجتماعي الكامل. فلا يمكن أن تستمر الهوة السحيقة بينهم وبين الشعب. وفيما يثني اللبنانيون على وضع موازنة 2018 التي ضبطت الانفاق المتفلت، مع إصلاحات لازمة ومطلوبة، من أجل انتظام مالية الدولة، فإنهم يبقون متخوفين من نتائج المادة التاسعة والأربعين التي أدرجت في الموازنة بشأن منح إقامة في لبنان لكل عربي وأجنبي يشتري شقة، وضمن شروط، ويستفيد من هذه الإقامة هو وزوجته وأولاده القاصرون، مع ما يستتبع هذه الإقامة من حقوق، والكل على حساب الشعب اللبناني. فينبغي إلغاء هذه المادة وتعديل قانون تملك الأجانب وتعليق العمل به، لأن عدد هؤلاء بات يفوق حاليا نصف شعب لبنان، والأوضاع الراهنة لا تسمح بمنح أية إقامة أو تمليك أو تجنيس أو توطين".

وقال البطريرك الراعي: "بعد أسبوعين، يتقدم اللبنانيون من صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في المجلس النيابي وبالتالي في الحكومة والإدارات العامة. فليتذكروا ما تنص عليه مقدمة الدستور أن الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية. لذا ندعو الجميع إلى ممارسة حقهم الدستوري، ويدلوا بصوتهم الحر، والمحرر من كل خوف أو ترهيب أو إكراه أو وعيد أو إغراء، ويختاروا أمام الله والضمير من هو الأصلح لخير الوطن والشعب، ومن هو المميز بتجرده وثقافته وأخلاقيته، استنادا إلى خبرتهم معه واختبارهم له، لا إلى مجرد وعوده الكلامية الإنتخابية. فلبنان يمر في حالة غير عادية، ولذلك يستدعي رجالات دولة غير عاديين. وفي الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان وبلدان المنطقة، مع ما نسمع من تهديدات بحروب، في كل هذه الظلمات لا يسعنا إلا أن نقول للمسيح فادي الإنسان ومخلص العالم، نور القلوب والضمائر: أمكث معنا، فقد خيم الظلام".