موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٨ فبراير / شباط ٢٠١٧
البطريرك الراعي: المسّ بالحرية الدينية هو مسّ بكل الحقوق والحريات الأساسية

القاهرة - أبونا :

قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، إن "المس بالحرية الدينية هو مس بكل الحقوق والحريات الأساسية"، وذلك خلال الكلمة التي ألقاها في مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، بعنوان: "الحرية والمواطنة... التنوّع والتكامل".

وأضاف "الحرية هي في أساس المواطنة. فالإنسان كائن حر بكينونته. حريته لا تقف عند حدود الخيار والتقرير، بل هي تعبير عن انفتاحه على المطلق، لكونه مخلوقًا على صورة الله ومثاله. ولذا، هي بعد روحي في الإنسان يدعوه للاكتمال في وجوده التاريخي، وللترقي نحو الأفضل. هذه الحرية تمنح الإنسان كرامة، لا يحق لأحد انتزاعها منه أو المس بها أو التنكر لها".

تابع: "في كل الحريات وفي طليعتها الحرية الدينية تتجلى خصوصيّة الشخص البشري، إذ فيها يوجه حياته الشخصيّة بكلّ ابعادها الدينية والاجتماعية والوطنية. المسّ بالحرية الدينية هو مسّ بكل الحقوق والحريات الأساسية، وبأسس العيش السليم معًا. فالحرية الدينية طريق نحو السلام"، مؤكدًا أن "المواطنة السليمة تفترض الحرية وحقوقها".

وقال البطريرك الراعي: "تقتضي المواطنة رابطة يشاد عليها العيش معًا، ويقوم البناء الحقوقي للدولة. فمنهم من أسس الرابطة على الدين ومنهم على العرق ومنهم على عهود. أما العالم العربي فأقامها على العروبة أي تلك الحاضنة الحضارية التي أقرت بالتعددية كمنطلق للاعتراف لكل مواطن بالمساواة مع غيره والشراكة الفاعلة في نهضة المجتمع وتحقيق غاياته. وأعطت العروبة مكونات عالمنا العربي إمكانية المشاركة في صناعة التاريخ، بما تقدمه هذه المكونات من خير، انطلاقًا من مخزونها الثقافي الذاتي ومما كوّنته مع غيرها من إرث حضاري مشترك. هكذا حصلت دول منطقتنا على شرعيتها من تلك العروبة التعددية، ولن تجد خارجًا عنها سبيلًا لمستقبل أفضل".

وأضاف: "لا أحد منا إلا ويرى اليوم تراجعًا خطيرًا في مبدأ العروبة، إذ نشهد في بعض من دولنا العربية مظاهر إقصاء أو محو أو طمس لحق أحد مكوناتها بالوجود والمشاركة الفاعلة. فالتطرف السائد اليوم دفع بالدين والعروبة إلى اتخاذ شكل إثني أو جيوسياسي تنتفي معه التعددية والمشاركة والتعايش، وتتوطد الأحادية. وهذا هو الخطر الأكبر على العالم العربي. فنرى مجموعات تتنكر لعروبة غيرها، وترفض مواطنيتهم. فلا بد من تجديد مفهوم العروبة، بإدخالها في صلب التكوين الدستوري للدول العربية، من دون خوف من التنوّع كأساس للتكامل".