موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
البطريرك الراعي: الشعب اللبناني كان ينتظر ’هدية العيد‘ بولادة الحكومة

بكركي – وكالات :

احتفلت الكنائس المسيحية في لبنان، بعيد الميلاد، وأقيمت القداديس في مختلف المناطق، والقيت العظات في الكنائس فركزت على معاني العيد، وتمنّت أن تعم المحبة والسلام العالم ويعيش لبنان الاستقرار، ولكي يسارع المسؤولون إلى تشكيل الحكومة لكي تساعد الشعب على تخطي الأيام الصعبة التي يمر بها الوطن والعمل لأجل مصلحته.

وكان الاحتفال الأبرز في الصرح البطريركي الماروني في بكركي، حيث ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، قداس عيد الميلاد، بمشاركة الكاردينال نصرالله بطرس صفير، وعدد من الأساقفة والكهنة، وسط حضور الرئيس اللبناني ميشال عون وعقيلته، ولفيف من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والمجتمعية، وحشد من المواطنين.

وقال البطريرك في عظته: "نحن نشعر معكم بالغصة، إذ كنتم ترغبون أن تبهجوا الشعب اللبناني وتكملوا فرحة العيد بإهداء حكومة جديدة لوطن يطعن من الداخل، ولشعب يتآكله القلق واليأس وفقدان الثقة بحكامه"، رافعًا الصلاة "من أجل الاستقرار في وطننا بتأليف حكومة جديدة، والسلام في بلدان الشرق الأوسط، وعودة جميع النازحين واللاجئين إلى أوطانهم وبيوتهم، حفاظًا على حقوقهم المدنية وثقافتهم الوطنية وتاريخهم".

وتابع: "من الرعاة والمجوس انطلقت عادة تقديم الهدايا في عيد الميلاد. وكان شعبنا اللبناني ينتظر هدية العيد: حكومة جديدة بعد انتظار سبعة أشهر كاملة، تخرجه من قلق المعيشة والأزمة الاقتصادية المتسببة بتفكك العائلة والحياة الزوجية وتدني الأخلاق وسقوط معظم شبابنا ضحايا المخدرات ومروجيها المحميين. ونعرف أن هذه كانت رغبتكم، فخامة الرئيس، ورغبة المحبين حقا للبنان وشعبه ومؤسساته. فكان أن أصحاب القلوب الفارغة من الحب والمشاعر الإنسانية، والولاء للوطن والإخلاص للشعب، خنقوا فرحة العيد وهذه الرغبة في القلوب. فكانت أول من أمس ردة فعل الشعب المحقة التي انطلقت بمظاهرات كعلامة غضب ورفض للسياسة اللامسؤولة والمهترئة بالأنانية والفساد والمكاسب غير المشروعة وبالجنوح نحو تعطيل مسيرة الدولة".

ولفت البطريرك الراعي الى أن "الأنسنة الجديدة لا تتعايش مع الكبرياء والتسلط والحقد والانانية والبغض والظلم والتعذيب وفساد القلب وموت الضمي". وقال: "إذا عاد الإنسان إلى إنسانيته، دخلت الأنسنة السياسة فيتوقف السياسيون عن ابتزاز مؤسسات الدولة وسلب مالها العام وهدره، وعن قهر المواطنين وحرمانهم حقوقهم، ويجعلون الدستور وحده قاعدة الحكم. ودخلت اقتصاد فلا يتحول سوء استعماله لاستغلال الإنسان ورفع شأن المادة على حساب كرامته وحقوقه، ولجعل الأغنياء أكثر غنى والفقراء أكثر فقرا. وإذا عاد الإنسان إلى إنسانيته دخلت الأنسنة الوزارات والإدارات العامة فترتدع عن السرقة والرشوة والهدر، وتتحرر من الفساد والمفسدين وطغيان السياسيين والمذهبيين. ودخلت القضاء فيحكم بالعدل والانصاف متحررًا من الإغراءات المالية والتدخلات السياسية والحزبية. ودخلت الأنسنة الإعلام ومختلف وسائل التواصل، فتكف عن بث سم الكذب والمأجورية وانتهاك الكرامات والافتراء وتوجيه الإساءات. ودخلت المجتمع فينبذ الخلافات والنزاعات وانحطاط القيم، ويعزز جو الألفة والتضامن والترابط".

خلوة... ووسام وأيقونة

وكان الرئيس اللبناني وصل إلى الصرح البطريركي في التاسعة والنصف صباحًا، حيث عقدت خلوة بينه وبين البطريرك الرعي، استمرت قرابة النصف ساعة. وقبيل توجهه للمشاركة في قداس الميلاد، قال الرئيس عون للإعلاميين في كلمة مقتضبة: "نعيش أزمة تأليف الحكومة، صلوا لكي تحل الصعوبات. يبدو أن البعض يخلق تقاليد جديدة في تأليف الحكومة لم نألفها سابقًا، ونحتاج لبعض الوقت لإيجاد الحلول لها".

وبعد انتهاء القداس الالهي منح البطريرك الراعي رئيس الجمهورية وسام ’مار مارون‘، وهو الوسام الأرفع في الكنيسة المارونية، تقديرًا لعطاءاته وتضحياته في سبيل لبنان. ثم قدّم البطريرك الراعي إلى الرئيس عون واللبنانية الأولى أيقونة العائلة المقدسة المستوحاة من أيقونة ’سيدة ايليج‘، وذلك لمناسبة اليوبيل الذهبي لقبولهما سر الزواج المقدس (50 سنة). بعدها تم تبادل تهاني بعيد الميلاد في صالون الصرح.