موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٥ مارس / آذار ٢٠١٧
البطريرك اغناطيوس يونان يحتفل بعيد القديس أفرام

بيروت - أمانة سرّ البطريركية :

اعتبر بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، خلال احتفاله بالقداس الحبري الرسمي بمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني، شفيع الكنيسة السريانية، أنّه "من الواجب علينا كما على غيرنا من مختلف الطوائف، كبيرة كانت أم صغيرة، أن ندافع عن وطننا لبنان، وطناً حرّاً، وطناً لجميع الطوائف وليس حكراً على طائفة أو دين. ولكوننا قد عانينا الأمرّين في مناطق أخرى من هذا الشرق، من أجل حرّيتنا الدينية وكرامتنا الإنسانية، سنظلّ نثمّن النظام القائم في لبنان، بالرغم من نقائصه ومحدوديته، ونعتبره النظام الأكثر عدلاً وحريةً وديمقراطيةً في الشرق الأوسط. كما أننا مقتنعون مع جميع الأوفياء، بأنّ لبنان أولاً وأخيراً يُبنى بشعبه ويزدهر بأبنائه وبناته المؤمنين به، وطناً نهائياً للحرّية، وللمشاركة التوافقية الحضارية، وهو الوطن – الرسالة للعالم أجمع".

وجدّد غبطته التأكيد والتذكير "بمطالبتنا المستمرّة بإنصاف شعبنا السرياني في قانون الإنتخابات النيابية، ورفع الإقصاء والتهميش بتسميتنا بأقلّيات ونحن مكوِّنٌ مؤسِّسٌ للجمهورية اللبنانية. وهذا ما اتّفقنا عليه مع قداسة أخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني في الوثيقة التاريخية الموقَّعة فيما بيننا".

كما تحدّث عن مار أفرام الناسك الزاهد والمتقشّف والشاعر الذي عرف التهجير أقّله مرتين في حياته، وسُلخ عن أرض آبائه وتهجّر غرباً إلى مدينة الرها، هرباً من الأعداء الذين احتلّوا مدينته. وهذا النزوح القسري لأفرام في القرن الرابع، يذكّرنا اليوم بشعبنا المسيحي وقد ذاق على مرّ العصور مرارة الطرد والتهجير، في العراق خاصةً في صيف عام 2014 حين فرض الإرهابيون التكفيريون على المسيحيين وبعضٍ من المكوّنات الصغيرة، الإقتلاع من أرض الآباء والأجداد في الموصل وسهل نينوى، العراق. ومنذ ستّة أعوام، ومن جرّاء حروب عبثية في سوريا، لا يزال المسيحيون والكثير من الأبرياء يُطرَدون من بيوتهم وأرضهم، لا سيّما من مناطق في شمال شرق سوريا"، فيما "المجتمع الدولي لا يزال عاجزاً عن إنهاء هذه الحروب والصراعات المسلَّحة لإسبابٍ وغاياتٍ بعيدةٍ كلّ البعد عن قيم الشرائع والمواثيق الدولية، وبخاصة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان".

وتضرّع غبطته في ختام كلمته إلى الله "كي يحمي لبنان من كلّ مكروه ويجمع أبناءه وبناته بروح التوافق الحرّ الخلاق، ويبارك البادرات الوطنية التي يسعى إلى تحقيقها فخامة رئيس البلاد العماد ميشال عون، مع الحكومة والنزيهين من ممثّلي الشعب والمسؤولين"

وقبل البركة الختامية، ألقى كلٌّ من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والسفير البابوي المطران غبريالي كاتشا كلمة هناءا فيها غبطةَ البطريرك يونان والكنيسةَ السريانيةَ بعيد مار أفرام، وأعربا عن سرورهما بالمشاركة في هذه المناسبة، وتحّثا عن فضائل مار أفرام ومزاياه. وبعد البركة الختامية، تقبّل البطريرك يونان التهاني من الحضور جميعًا، يحيط به البطريرك الراعي والسفير البابوي والأساقفة والإكليروس.