موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٦ سبتمبر / أيلول ٢٠١٨
البابا ينتقد في صقلية أفعال المافيا المنافية للدين

باليرمو - أ ف ب :

وصف البابا فرنسيس، يوم السبت، ما تفعله المافيا بأنه مخالف للدين، وذلك خلال زيارة إلى صقلية لتكريم كاهن قتلته هذه العصابات قبل 25 عامًا خلال مساعيه لإنقاذ شبان حي فقير من الوقوع في براثنها.

وقام الحبر الاعظم بزيارة مقتضبة للجزيرة الإيطالية استمرت حتى المساء في إطار حملة أوسع يقودها ضد الجريمة المنظمة.

وقال في قداس في الهواء الطلق قرب مرفأ باليرمو أمام حوالى 100 ألف شخص "لا يمكننا أن نؤمن بالله ونكون رجال مافيا. إنَّ الذي ينتمي للمافيا لا يعيش حياة مسيحيّة لأنّه يجدِّف من خلال حياته على اسم الله"، بحسب النص العربي لإذاعة الفاتيكان. وقال "نحن نعطي الحياة للآخرين ولا نسلبها منهم. لا يمكننا أن نؤمن بالله ونكره أخانا".

ويذكر نداؤه بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارة في ايار 1993 إلى الجزيرة دعا فيها للتخلي عن الجريمة وحض أهالي صقلية على الانتفاض ضد المافيا.

وردت المافيا بعد شهرين بهجمات على كنيستين كاثوليكيتين.

وكلمة السبت كانت تكريما للأب جوزيبي "بينو" بوليزي كاهن رعية في حيّ برانكاتشو في باليرمو لسنتين، حاول خلالها العمل مع الشباب لابعادهم عن المخدرات والجريمة المنظمة. لكن في 15 أيلول 1993 (يوم عيد ميلاده السادس والخمسين) قتل بالرصاص من مسافة قصيرة.

وذكرت تقارير إنه قال مبتسمًا قبيل وفاته امام منزله المتواضع في برانكاتشو "كنت بانتظاركم". ويزور البابا فرنسيس حي برانكاتشو بعد القداس.

وجاء مقتله فيما كانت إيطاليا لا تزال تحت صدمة قتل قاضيين مناهضين للمافيا.

في 2012 أعلن البابا بندكتس السادس عشر بوليزي شهيدًا "قتلته الكراهية للإيمان".

وفي السنة التالية أعلن طوباويا، وهي أول خطوة نحو إعلان القداسة في الكنيسة الكاثوليكية.

ومنذ ترؤسه الكرسي الرسولي عام 2013، واجه البابا فرنسيس علنًا المافيا وحض المؤمنين على وقف كل أشكال التعاون معهم. وكثيرًا ما يمارس أعضاء المافيا الطقوس الدينية ويتبرعون بالمال للرعيات الكاثوليكية.

وقبيل وصوله إلى باليرمو توقف فرنسيس في بيازا ارميرينا، البلدة الصغيرة الفقيرة في وسط صقلية. وقال وسط تصفيق الحشود إن "الجروح التي تؤلمكم كثيرة، ولها أسماء: غياب التنمية الاجتماعية والثقافية واستغلال العمال وانعدام فرص العمل الكريم للشباب". ورغم إنه لم يذكر الجريمة المنظمة، تحدث عن "إقراض المال الابتزازي" و"القمار".

وخلال عظة في نابولي عام 2015، معقل "الكامورا" أقدم عصابات الجريمة المنظمة في إيطاليا، دان فرنسيس أيضًا "أولئك الذين يستغلون ويفسدون في الشباب والفقراء والمحرومين". وفي كالابريا، معقل آخر للمافيا في جنوب ايطاليا، كان قد دعا الكاثوليك إلى محاربة المافيا المحلية المعروفة باسم "ندرانغيتا". وقال البابا "أولئك الذين في حياتهم يسلكون طريق الشر، كأعضاء المافيا، ليسوا مع الله"، وسط تصفيق حشد بلغ 100 ألف شخص.