موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٦
البابا يعقد مؤتمرًا صحفيًا على متن الطائرة في طريق عودته من السويد

روما – أبونا وإذاعة الفاتيكان :

خلال رحلة العودة من السويد حيث شارك في إحياء الذكرى المئوية الخامسة لبداية الإصلاح البروتستنتي بالتعاون مع الاتحاد اللوثري العالمي، عقد البابا فرنسيس مؤتمرًا صحفيًا على متن الطائرة، أجاب خلاله على أسئلة الصحفيين الذين رافقوه في هذه الزيارة، متطرقًا إلى مواضيع عدة من بينها أزمة المهاجرين والاتجار بالبشر ومنح السيامة الكهنوتية للنساء والعلمنة.

توجه البابا بالشكر إلى السلطات السويدية على استقبالها أعدادًا كبيرة من اللاجئين والمهاجرين ومن بينهم أشخاص نزحوا عن أمريكا الجنوبية في ظل الأنظمة الدكتاتورية السابقة. وشدد البابا في هذا السياق على ضرورة التمييز بين المهاجر واللاجئ، لافتًا إلى أن هذا الأخير هو من يترك أرضه بسبب الحروب والجوع والقلق. وأشاد بالتقليد العريق الذي تتمتع به السويد فيما يتعلق باستقبال الغرباء ودمجهم في المجتمع، معتبرًا أن هذا البلد يشكل قدوة بالنسبة للبلدان الأخرى لأنه يساعد المجاهر واللاجئ على تعلم اللغة والثقافة والانخراط في المجتمع المحلي.

وفي رد على سؤال بشأن إمكانية منح المرأة السيامة الكهنوتية، قال البابا فرنسيس إن سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قال كلمته النهائية في هذا الموضوع، وكانت كلمته واضحة، وما تزال سارية، مشيرًا إلى بعدي الكنيسة الكاثوليكية: البعد البطرسي من خلال الأساقفة، والبعد المريمي الذي يعطي وجه الكنيسة الأمومي. ولفت إلى أن المرأة قادرة على القيام بأمور كثيرة داخل الكنيسة، وبإمكانها أن تتفوق على الرجل في العديد من المجالات، وأكد أن الكنيسة هي امرأة لذا لا يمكن أن توجد بمعزل عن حضور المرأة فيها.

وفي سياق حديثه عن ظاهرة العلمنة التي باتت تعني كل القارة الأوروبية، اعتبر البابا فرنسيس أن انتشار العلمنة هو مؤشر على وجود ضعف ما في الكرازة بالإنجيل، محذرًا من مغبة أن ينصّب الإنسان نفسه مكان الله الخالق. ورأى أن هذه الظاهرة قوية في بعض الثقافات وهي تزداد خطورة عندما تتمكن من التغلغل داخل الكنيسة.

ثم تطرق البابا إلى الموضوع الذي تمحورت حوله زيارته الرسولية إلى السويد ألا وهو المسكونية، وأشار إلى أبرز المبادرات المسكونية التي قام بها ذاكرًا على سبيل المثال مبادرتين اثنتين: الأولى زيارته إلى الكنيسة الإنجيلية في كازيرتا؛ والثانية إلى الكنيسة الفالدية في تورينو. وأكد أن هذه المبادرات المسكونية تندرج في سياق طلب المغفرة وتضميد الجراح، لافتًا إلى أن جزءًا من الكنيسة الكاثوليكية لم يُحسن التصرف حيال باقي الكنائس.

وختم البابا مؤتمره الصحفي على متن الطائرة في طريق عودته إلى روما متحدثًا عن ظاهرة الاتجار بالكائنات البشرية، وقال: إن هذا الموضوع يؤثر به كثيرًا، مذكرًا بالعمل الدؤوب الذي تقوم به منظمات مؤمنة وغير مؤمنة في الأرجنتين للتصدي لظاهرة العمل الذي يستعبد العديد من المهاجرين، لافتا أيضًا إلى الجهد الذي تقوم به الراهبات اللواتي تساعدن النساء المرغمات على ممارسة الدعارة.