موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٢ ابريل / نيسان ٢٠١٧
البابا يرفع الصلاة من أجل شهداء اليوم، مؤكدًا أنهم الدم الحي للكنيسة

روما – أبونا ووكالات :

أقامت جمعية سانت إيجيديو الكاثوليكية، مساء الخميس، خدمة كلمة رفعت الصلوات فيها من أجل الشهداء المسيحيين الذين استشهدوا جراء إيمانهم، أو في سبيل رسالتهم الراعوية، خلال القرنين الماضي والحالي، من مختلف الكنائس، حول العالم أجمع، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط.

وفي كلمته خلال ليتورجية الكلمة، أكد البابا فرنسيس أن الشهداء هم الدماء التي تحيا بها الكنيسة، معربًا عن قربه من الجماعات المسيحية التي تتعرض للاضطهاد ’بسبب روح الكراهية في العالم‘. وأشار إلى أن الكنيسة على مر الزمان تحتاج دائمًا إلى شهود، كما ولشهداء لديهم الشجاعة لقبول النعمة في أن يكونوا شهودًا حتى النهاية، وحتى الموت.

وشبه البابا بعض مراكز ايواء اللاجئين في أوروبا بـ’معسكرات الاعتقال‘ التي أقامها النازيون، داعيًا إلى استقبال المهاجرين بشكل أفضل. وانتقد ’مخيمات اللاجئين هذه، والتي يعتبر كثير منها معسكرات اعتقال مكتظة بالناس (...) لأن الاتفاقات الدولية تبدو أهم من حقوق الإنسان‘.

وقال ’نحن نعيش في حضارة لا تكتفي بعدم انجاب أطفال فحسب، بل تغلق كذلك بابها في وجه المهاجرين: هذا انتحار‘. وأضاف ’فلنفكر بالقسوة والاستغلال اللذين يتعرض لهما هؤلاء القادمون على القوارب. ايطاليا واليونان ترحبان (بالوافدين الجدد) ولكن الاتفاقات الدولية تعني أنه لا يمكنهم الاستمرار‘ في رحلاتهم.

كما أشاد البابا فرنسيس بامرأة مسيحية قتلت بسبب ديانتها أمام زوجها المسلم، وهو لاجئ التقاه في اليونان العام الماضي. وأضاف البابا الذي بدا عليه التأثر وهو يتحدث، أنه يرغب بأن يتم تذكرها مع جميع الشهداء المسيحيين.

وأوضح أنه كان التقى زوجها، وهو أب لثلاثة أطفال، خلال زيارة قام بها لمركز للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية العام الماضي. وقال ’لا أعرف ماذا حل به الآن وهل كان تمكن من الخروج من معسكر الاعتقال الذي كان فيه إلى مكان آخر‘.

وأضاف ’نظر إلي وقال: قداسة البابا، أنا مسلم وزوجتي كانت مسيحية. نحن خائفون في بلدنا (...) رأوا صليبها وطلبوا منها أن ترميه. وعندما رفضت، ذبحوها أمامي. أحببنا بعضنا كثيرًا‘. ولم يفصح البابا عن جنسية اللاجئ إلا أن معظم المهاجرين الذين كانوا في ليسبوس خلال فترة زيارته هم سوريون هربوا من النزاع الدامي في بلادهم.

ورفعت الصلوات من أجل الشهداء في سورية والعراق، من أساقفة وكهنة فقدوا حياتهم في سبيل إيمانهم ورسالتهم الروحية والأخلاقية. كما رفعت الصلوات من أجل الشهداء الأقباط الذين استشهدوا بدءًا من ليبيا، مروراً بالكنيسة البطرسية، ومؤخرًا بأحداث أحد الشعانين. يأتي هذا قبيل زيارة البابا المنتظرة إلى مصر، حيث سيرفع كذلك الصلاة من أجل الشهداء خلال زيارته للكنيسة البطرسية.