موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٧ مارس / آذار ٢٠١٣
البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي للمرة الأولى منذ انتخابه حبراً أعظم

الفاتيكان - إذاعة الفاتيكان :

للمرة الأولى منذ انتخابه حبراً أعظم يوم الأربعاء الماضي أطل قداسة البابا فرنسيس من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الأحد ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع آلاف الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا:

أيها الأخوة والأخوات، صباح الخير. بعد أول لقاء يوم الأربعاء الماضي يمكنني اليوم أن أوجه تحيتي للجميع ويسرني أن أفعل هذا يوم الأحد، في يوم الرب. هذا أمر جميل ومهم بالنسبة لنا نحن المسيحيين أن نلتقي يوم الأحد، ونلقي التحية على بعضنا البعض ونتحدث مع بعضنا البعض كما يحصل اليوم في هذه الساحة التي تصل إلى العالم كله بفضل تغطية وسائل الإعلام.

في هذا الأحد الخامس من زمن الصوم يحدثنا الإنجيل عن المرأة الزانية التي أنقذها يسوع من الموت. تصرف يسوع يؤثر فينا. فلا نشعر بكلمات الاحتقار أو كلمات الإدانة. نشعر فقط بكلمات المحبة، كلمات الرحمة التي تدعو إلى الارتداد: "أنا لا أحكم عليك. اذهبي ولا تعودي إلى الخطيئة". أيها الأخوة والأخوات، وجه الله هو وجه أب رحوم، صبور دائما. هل فكرتم بصبر الله، بصبره تجاه كل واحد منا. إنه لا يتعب أبدا من المغفرة عندما نعود إليه بقلب تائب. يقول صاحب المزامير إن رحمة الله كبيرة.

تابع البابا يقول: في هذه الأيام قرأت كتابا للكاردينال كاسبر وهو لاهوتي كبير حول الرحمة، ترك لدي أثرا كبيرا. لا أريد أن أروّج لهذا الكتاب. يقول الكاردينال كاسبر إن الشعور بالرحمة يبدل كل شيء، يبدل العالم. شيء قليل من الرحمة يجعل العالم أكثر عدلا. علينا أن نفهم بصورة أفضل رحمة الله، هذا الأب الرحوم الذي يحمل صبرا كبيرا. لقد أكد النبي أشعيا أن الله قادر على جعل خطايانا بيضاء كالثلج. عندما كنت أسقفا في العام 1992، وصلت إلى بوينوس أيريس سيدة فاطمة، وتم الاحتفال بقداس على نية المرضى. دخلت كرسي الاعتراف وفي نهاية القداس جاءت إلي امرأة عجوز متواضعة جدا، تخطت عقدها الثامن. قلت لها: أيتها الجدة، أتريدين أن تعترفي؟ قالت: نعم. سألتها إذا كانت خاطئة، فأجابت تقول: كلنا خطأة والرب يغفر لنا جميعا. فقلت لها: كيف تعلمين ذلك؟ فأجابت قائلة: إن لم يغفر الله للعالم كله فهذا يعني أنه لا وجود له! شعرت بالرغبة في أن أقول لها: هل درستِ في الجامعة الغريغورية؟ إنها الحكمة التي يمنحها الروح القدس. الحكمة الداخلية تجاه رحمة الله.

دعونا لا ننسى هذه الكلمة: الله لا يتعب أبدا من المغفرة لنا. ما هي المشكلة؟ المشكلة هي أننا نحن نتعب من طلب المغفرة من الله! يجب ألا نتعب أبدا. إنه أب محب ويغفر دائما. لديه رحمة كبيرة تجاهنا جميعا. ينبغي علينا أيضا أن نكون رحومين مع الجميع. ولنسأل شفاعة العذراء مريم التي حملت بين ذراعيها رحمة الله التي صارت إنسانا.

بعدها تلا البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي ثم وجه تحية إلى جميع الحجاج وشكرهم على استضافتهم وصلواتهم وقال لهم: صلوا من أجلي. أجدد معانقتي لمؤمني روما ولجميع الأشخاص القادمين من مختلف أنحاء إيطاليا والعالم ولمن يتابعوننا عبر وسائل الإعلام. اخترت اسم شفيع إيطاليا، القديس فرنسيس الأسيزي، وهذا ما يقوي علاقتي الروحية مع هذه الأرض التي قدمت منها عائلتي. وقد دعانا يسوع لأن نكون جزءا من عائلة جديدة، عائلة الله، وأن نسير معا في طريق الإنجيل. فليبارككم الله ولتحفظكم العذراء ولا تنسوا أن الرب لا يتعب أبدا من المغفرة، بل نحن نتعب من طلب الغفران.

ختاما تمنى البابا فرنسيس للكل أحدا سعيدا.