موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
البابا: ولدنا لكي لا نموت أبدًا، ولدنا لكي نتمتّع بسعادة الله

الفاتيكان نيوز :

لمناسبة الاحتفال بعيد جميع القديسين تلا البابا فرنسيس، ظهر الخميس، صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وقبل الصلاة ألقى قداسته كلمة قال فيها: "نتّحد بجميع القديسين وليس بأولئك المعروفين بحسب الرُزنامة وحسب وإنما أولئك الذين يعيشون بقربنا أيضًا أي أهلنا ومعارفنا الذين ينتمون الآن إلى هذا الجمع الكثير وبالتالي فعيد اليوم هو عيد العائلة؛ والقديسون هم قريبون منا لا بل هم إخوتنا وأخواتنا الحقيقيين".

وتابع: "لذلك هم يدعوننا إلى درب السعادة التي يشير إليها إنجيل اليوم الجميل والمعروف: طوبى لِفُقَراءِ الرّوح... طوبى لِلوُدَعاء... طوبى لِأَطهارِ القُلوب... ولكن كيف يكون ذلك؟ يقول الإنجيل طوبى للفقراء فيما يقول العالم طوبى للأغنياء. يقول الإنجيل طوبى للودعاء فيما يقول العالم طوبى للمُتجبِّرين. يقول الإنجيل طوبى لأطهار القلوب فيما يقول العالم طوبى للخبثاء والمحتالين. وبالتالي يبدو أنَّ درب التطويبات والقداسة هذه تحمل إلى الفشل والهزيمة. لكن بالرغم من ذلك فإن القديسين يحملون "بِأَيديهم سَعَف" أي علامات الانتصار".

أضاف البابا: لنسأل أنفسنا في أي جهة نقف: جهة السماء أو جهة الأرض؟ هل نعيش من أجل الرب أم أننا نعيش لأنفسنا، هل نعيش للسعادة الأبديّة أو لإشباع آنيّ؟ لنسأل أنفسنا: هل نريد القداسة حقًّا؟ أم أننا نكتفي بأن نكون مجرّد مسيحيين يؤمنون بالله ويقدِّرون القريب وإنما بدون مبالغة؟ إنَّ الرب يطلب كلَّ شيء، ويقدِّم الحياة الحقيقيّة. يقدّم كل شيء ويقدّم الفرح الذي من أجله خُلقنا. وبالتالي إما القداسة أو لا شيء بتاتًا!".

وتابع: "لا يطلب منا إخوتنا وأخواتنا هؤلاء أن نصغي إلى إنجيل جميل مرّة أخرى وإنما أن نعيشه ونسير على درب التطويبات، فالأمر لا يتعلّق بالقيام بأمور خارقة وإنما بأن نتبع يوميًّا هذه الدرب التي تقود إلى السماء، إلى العائلة وإلى البيت. وبالتالي نحن اليوم نرى مستقبلنا ونحتفل بما وُلدنا من أجله: نحن وُلدنا لكي لا نموت أبدًا، نحن ولدنا لكي نتمتّع بسعادة الله! والرب يُشجّعنا ويقول للذين يسلكون درب التطويبات: "اِفَرحوا وابْتَهِجوا: إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم". وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لتساعدنا أم الله القديسة، سلطانة جميع القديسين لكي نسير بحزم درب القداسة؛ ولتُدخل، هي باب السماء، أمواتنا الأعزاء في العائلة السماويّة".