موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
البابا: من أجل عودة الاقتصاد والمال إلى مقاربة خُلقية لصالح الإنسان

الفاتيكان نيوز :

استقبل البابا فرنسيس، صباح الاثنين، في الفاتيكان، أعضاء المجلس من أجل رأسمالية شاملة، ووجه لهم خطابًا شدد فيه على أهمية تبنّي نماذج اقتصادية أكثر شمولاً وانصافًا تتيح لكل شخص فرصة الحصول على جزء من موارد هذا العالم كي يتمكن من تحقيق تطلعاته.

وذكّر بأن هذا المجلس أبصر النور من أجل البحث عن سبل تجعل من الرأسمالية أداة أكثر شمولاً من أجل رخاء الكائن البشري بكليته، لافتًا إلى أن هذا الأمر يتطلب تخطي اقتصاد الإقصاء وتضييق الهوة القائمة بين قلة غنية وباقي أعضاء العائلة البشرية.

وشدد البابا فرنسيس على ضرورة وضع منظومة اقتصادية عادلة قادرة على الاستجابة للتحديات التي يواجهها اليوم الناس والأرض. وحثّ ضيوفه على السير بمثابرة في درب التضامن السخي والعمل من أجل عودة الاقتصاد والمال إلى مقاربة خلقية لصالح الإنسان.

وأكد أنه إذا ما نظرنا إلى السنوات الماضية، لاسيما الأزمة الاقتصادية التي انفجرت في العام 2008، يتضح لنا جليًا أن على المنظومة الاقتصادية ألا ترتكز إلى مبدأ الربح القصير المدى على حساب النمو والاستثمارات المنتجة والمستدامة والمسؤولة اجتماعيًا على المدى البعيد، مذكرًا بكلمات البابا بولس السادس الذي أكد أن النمو الحقّ لا يمكن أن يقتصر على النمو الاقتصادي وحسب إذ لا بد أن يعزز نمو كل إنسان وكل الإنسان. وهذه النظرة تتطلب تجدّدًا، وتنقيةً وتمتينًا للمنظومات الاقتصادية التي ترتكز إلى مبدأ مساعدة المحتاجين. وشدد فرنسيس في هذا السياق على أن المنظومة الاقتصادية الخالية من أي اهتمام خلقي لا تقود إلى نظام اجتماعي أكثر عدلاً. وعندما يتم الإقرار بالبعد الخلقي للحياة الاقتصادية يمكننا أن نتصرف بمحبة أخوية ونبحث عن خير الآخرين ونموهم المتكامل وندافع عن هذا الخير.

وذكّر بأن الملتزمين في الحياة الاقتصادية والتجارية مدعوون إلى خدمة الخير العام والسعي إلى زيادة موارد العالم وجعلها بمتناول الجميع. وأضاف أن ما نحتاج إليه اليوم هو تجدد عميق للقلوب والعقول، كي يوضع الكائن البشري دومًا في محور الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، موضحًا بأن رأسمالية شاملة لا تهمّش أحدًا هي طموح نبيل، يستأهل أن نعمل من أجله.