موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
البابا: مشهد الميلاد الرملي يذكرنا بالبساطة والصغر والفقر

الفاتيكان – وكالات :

خلال الأسبوعين الماضيين، قام ريتش فارانو، فنان رمال المحترف من ولاية فلوريدا الأميركية، بالتعاون مع ثلاثة نحاتين من هولندا وروسيا وجمهورية التشيك، بصياغة مشهد المهد في ساحة القديس بطرس، والذي يبلغ ارتفاعه حوالي 5.5 أمتار وعرضه 16 مترًا بإستخدام 720 طن من الرمال.

وقد جلبت الشاحنات كميات رمل من نوع خاص يستخدم في النحت من مدينة جيسولو الساحلية الواقعة بالقرب من مدينة البندقية الإيطالية في منتصف تشرين الثاني الماضي. وستحمي مظلة علوية كبيرة العمل من أية أمطار غزيرة.

وخلال استقباله، صباح اليوم الجمعة، وفدًا من مدينة جيسولو ومن أبرشيّة بوردينونيه اللتان قدمتا مغارة وشجرة ميلاد هذا العام في ساحة القديس بطرس، أشار البابا فرنسيس إلى أن "الشجرة والمغارة هما علامتان لا تزالان تسحراننا، تحدثاننا عن الميلاد وتساعداننا على التأمّل في سرّ الله الذي صار إنسانًا ليكون قريبًا من كلِّ شخص منا".

فأنور الشجرة، تابع البابا فرنسيس، "تذكرنا أن يسوع هو نور العالم ونور النفس الذي يطرد ظلمات العداوة ويفسح المجال للمغفرة. ترمز الشجرة القادمة هذه السنة من غابة كانسيليو إلى الله الذي وبولادة ابنه يسوع قد تنازل ليصل إلى الإنسان ويرفعه إليه فينتشله من ضباب الأنانية والخطيئة. أما المغارة فقد صُنعت من رمل مدينة جيسولو؛ والرمل مادة فقيرة تذكّرنا بالبساطة والصغر اللذين أظهر الله نفسه من خلالهما في ولادة يسوع في فقر بيت لحم.

وأضاف الحبر الأعظم: "قد يبدو لنا هذا الصغر متناقضًا مع الألوهة لدرجة أنَّ هناك من اعتبرها مجرّد مظهر. ولكنَّ الأمر ليس كذلك لأن الصغر هو حريّة، والصغير، بالمعنى الإنجيلي، ليس فقط خفيفًا وحسب بل هو أيضًا حرّ من كل رغبة في الظهور وكل إدِّعاء نجاح، تمامًا كالأطفال الذين يعبّرون عن أنفسهم ويتصرّفون بعفويّة. جميعنا مدعوون لنكون أحرارًا أمام الله وللتَّحلّي بحرية الطفل أمام أبيه. إن الطفل يسوع، ابن الله ومخلّصنا، الذي نضعه في المغارة، هو القدوس في الفقر والصغر والبساطة والتواضع".

وخلص البابا فرنسيس كلمته إلى الوفد بالقول: "لتحمل المغارة والشجرة إلى العائلات وأماكن اللقاء انعكاس نور الله وحنانه ليساعدا الجميع على عيش عيد ولادة يسوع. ولنصبح نحن أيضًا، بتأملنا للإله الطفل الذي يُشع نوره في تواضع المغارة، شهود تواضع وحنان وصلاح".