موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٤ فبراير / شباط ٢٠١٧
البابا للمكرسين: علينا أن نضع أنفسنا مع يسوع وسط شعبه

الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان :

ترأس البابا فرنسيس القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان بمناسبة الاحتفال بعيد تقدمة الطفل يسوع إلى الهيكل واليوم العالمي للحياة المكرسة.

وقال في عظته: "لقد تحلى سمعان الشيخ وحنّة النبية، في شيخوختهما بخصوبة جديدة، شهدا لها منشدين: إن الحياة تستحق أن تُعاش برجاء لأن الربّ يفي بوعده؛ وسيشرح يسوع نفسه لاحقًا هذا الوعد في مجمع الناصرة: المرضى، والأسرى، والذين يعانون من الوحدة، والفقراء، والشيوخ، والخطأة هم أيضًا مدعوّون ليرنّموا نشيد الرجاء نفسه، لأنّ يسوع معهم، ومعنا أيضًا".

تابع: إن ما ولد نشيد التسبيح في سمعان الشيخ وحنة لم يكن بالتأكيد النظر إلى نفسيهما، ولا تحليل وضعهما الشخصي وإعادة النظر فيه، كما لم يكن أيضًا انغلاقهما على نفسيهما خوفًا من أن يحدث لهما أمر سيء. لقد دفعهما الرجاء إلى الإنشاد، ذاك الرجاء الذي كان يعضدهما في شيخوختهما، وقد تحقق في اللقاء بيسوع. عندما وضعت مريم ابن الوعد بين يدي سمعان، شرع الشيخ بالترنيم، احتفل بـ"ليتورجيته الخاصة" وأنشد أحلامه. وعندما تضع يسوع وسط شعبه، يجد هذا الأخير الفرح. نعم! وحده هذا الأمر قادر على أن يعيد لنا الفرح والرجاء، ووحده سيخلّصنا من العيش في موقف "البقاء على قيد الحياة" هذا. وحده هذا الأمر سيجعل حياتنا خصبة وسيحافظ على قلبنا حيًّا على الدوام. لذلك ينبغي علينا أن نضع يسوع حيث يجب أن يكون: وسط شعبه.

وأضاف: لا شك أننا جميعنا متنبهون للتحول المتعدد الثقافات الذي نعيشه؛ من هنا أهمية أن يكون المكرس والمكرسة متحدين بيسوع في حياتهما وسط هذه التغييرات العظيمة. فالرسالة بالانسجام مع كلّ موهبة خاصة هي التي تذكرنا بأننا قد دعينا لنكون الخميرة في العجين. من المؤكد أن هناك أنواع "دقيق" أفضل، لكن الرب قد دعانا كي نكون الخميرة هنا والآن، مع كل التحديات التي تواجهنا. ليس من خلال موقف دفاعي ولا بدافع الخوف، وإنما واضعين أيدينا على المحراث، عاملين كي ينمو البذر الذي غالبًا ما زُرع بين الزؤان. أن نضع يسوع وسط شعبه يعني أن يكون لنا قلبًا تأمليًا، باستطاعته أن يميز كيف يسير الله على دروب مدننا، وبلداننا، وأحيائنا. أن نضع يسوع وسط شعبه يعني أن نتحمّل المسؤولية ونرغب في مساعدة إخوتنا على حمل الصليب؛ يعني أيضًا أن نلمس جراح يسوع في جراح العالم المتألم الذي يتوق إلى الشفاء. علينا أن نضع أنفسنا مع يسوع وسط شعبه! لا كناشطين في الإيمان، وإنما كرجال ونساء يُغفر لهم باستمرار، رجال ونساء يتحدون في المعمودية كي يتقاسموا هذه المسحة وتعزية الله مع الآخرين.

وقال: علينا أن نضع أنفسنا مع يسوع وسط شعبه، لأننا "نشعر بضرورة اكتشاف ونقل "سر" العيش معًا، والاختلاط واللقاء والمعانقة والعضد، والمشاركة في ذلك المد الفوضوي بعض الشيء والذي يمكنه أن يتحوّل مع الرب إلى خبرة أخوة حقيقية، إلى قافلة متضامنة، وحج مقدس. إذا تمكّنا من سلوك هذا الطريق فسيكون ذلك أمرًا جيدًا شافيًا ومحررًا ويولّد الرجاء! لذلك ينبغي علينا الخروج من ذواتنا للاتحاد مع الآخرين. هذا الأمر لا يفيدنا وحسب، وإنما يحوّل حياتنا ورجاءنا إلى نشيد تسبيح أيضًا، ولكن يمكننا تحقيقه فقط إن تبنّينا أحلام شيوخنا وحوّلناها إلى نبؤة.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: "لنرافق يسوع كي يلتقي بشعبه ويكون في وسطه، لا بروح تذمّر أو قلقِ من نسي كيف يتنبّأ لأنه لم يأخذ على عاتقه أحلام آبائه، إنما بالتسبيح والسكينة؛ ولا بروح الاضطراب إنما بصبرِ من يثق بالرّوح القدس، رب الأحلام والنبؤة. فنتقاسم هكذا ما نملكه: النشيد الذي يولد من الرجاء".