موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
البابا: لا يمكن استخدام الله من أجل المصالح الشخصية والغايات الأنانية

باكو – أبونا وإذاعة الفاتيكان :

زار البابا فرنسيس مسجد "حيدر ألييف" في العاصمة الأذرية باكو، حيث التقى شيخ المسلمين في القوقاز وممثلين عن الديانات في البلاد، أكد خلالها على دور الأديان في توجيه للإنسان نحو الخير، إضافة إلى تنزيه اسم الله من العنف واستخدامه كسلعة للصدامات بين البشر. وقال: "لا يمكن استخدام الله من أجل المصالح الشخصية والغايات الأنانية؛ لا يمكن استخدامه لتبرير أي شكل من أشكال الأصولية، الإمبريالية أو الاستعمارية".

وأكد أن "الديانة هي بوصلة توجه الإنسان نحو الخير وتبعده عن الشر"، مسطرًا أهمية الأديان التربوية في مساعدة الإنسان على استخراج الأفضل من ذاته. وقال: "نحن كقادة لدينا مسؤولية كبيرة لنقدم أجوبة حقيقية لبحث الإنسان الذي يضيع اليوم غالبًا في تناقضات زمننا. ولذلك فالديانات مدعوة لتبني ثقافة اللقاء والسلام التي تقوم على الصبر والتفهم وخطوات متواضعة وملموسة. وبهذا الشكل يمكنها عندها أن تخدم المجتمع. أضف إلى ذلك أنه لا ينبغي أبدًا أن يتمّ سوء استخدام الديانات ولا أن تساهم أبدًا في النزاعات والمواجهات".

وأضاف: "من هذا المكان ترتفع صرخة من القلب: لا للعنف باسم الله بعد اليوم! ليكن اسمه القدوس معبودًا، غير مدنس وسلعة بيد الأحقاد والصدامات البشرية. لنكرّم الرحمة الإلهية تجاهنا بالصلاة المثابرة والحوار الملموس، شرط أساسي من أجل السلام في العالم واجب المسيحيين والجماعات الدينية الأخرى. إن الحوار مع الآخرين والصلاة من أجل الجميع هما الوسيلتان التي تساعداننا لكي نحوّل الرماح إلى مناجل، ونضع الحب حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، ولكي لا نتعب من طلب السلام والسير على دروبه؛ سلام حقيقي يقوم على الاحترام المتبادل واللقاء والمقاسمة، على الرغبة بتخطي الأحكام المسبقة وأخطاء الماضي، سلام يدوم تحركه الشجاعة لتخطي الحواجز واستئصال الفقر والظلم وإدانة وإيقاف انتشار الأسلحة والأرباح غير العادلة التي تقوم على حساب الآخرين وحياتهم".

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: "في ليل النزاعات الذي نعيشه، لتكن الديانات فجر سلام وبذار ولادة جديدة وسط الموت، وأصداء حوار تتردد بلا كلل، وسبل لقاء ومصالحة. لنصل أيضًا إلى حيث يبدو أن محاولات الوساطات الرسمية لا تؤدي على نتيجة؛ وبالتالي، ولاسيما في منطقة القوقاز العزيزة هذه والتي رغبة كثيرًا بزيارتها والتي جئت إليها كحاج سلام، لتكن الديانات قنوات فاعلة من أجل تخطي مأساة الماضي وتوترات اليوم".