موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٠ فبراير / شباط ٢٠١٣
البابا: لا يجب أن نخاف من ضعفنا عندما يدعونا الله

الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان :

تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه نداء قال فيه تحتفل اليوم، شعوب الشرق الأقصى برأس السنة القمريّة. فالسلام والتناغم والشكر للسماء هي القيم العالمية التي يُحتفلُ بها في هذه المناسبة السعيدة، والتي يتوق إليها الجميع لبناء العائلة والمجتمع والوطن. أتمنى أن تتحقق آمال هذه الشعوب لحياة سعيدة ومزدهرة. أحيي بشكل خاص المؤمنين الكاثوليك في هذه البلدان، ليسمحوا بأن تقودهم حكمة المسيح خلال سنة الإيمان هذه.

تابع الأب الأقدس يقول: يصادف غداً، تذكار القديسة مريم البتول سيّدة لورد واليوم العالمي للمريض، وسيُقام احتفال رسمي في مزار آلتوتينغ المريمي في بفاريا. أعبر عن قربي بالصلاة من جميع المرضى وأتحد روحيا مع جميع الذين سيجتمعون في هذا المزار المحبب إلى قلبي.

هذا وكان الأب الأقدس قد استهل كلمته قبل التبشير الملائكي بالقول يقدم لنا إنجيل اليوم بحسب القديس لوقا نص دعوة الرسل الأوائل. فبينما كان الجمع يزدحم على شاطئ بحيرة جناسرت لسماع يسوع، رأى يسوع سمعان محبطا لأنه لم يصب شيئاً طوال الليل. فسأله أن يصعد إلى سفينته وأن يبتعد قليلاً عن البر ثم جلس يعلم الجموع من السفينة. ولـمَّا فَرَغَ مِن كَلامِه، قالَ لِسِمعان: "سِرْ في العُرْض، وأَرسِلوا شِباكَكُم لِلصَّيد." سمع سمعان كلام الرب فأصابوا من السمك شيئاً كثيراً جداً.

تابع البابا يقول يُظهر لنا الإنجيلي أن التلاميذ الأوائل تبعوا يسوع واثقين به، متكلين على كلمته، ففي البدء، نادى سمعان يسوع قائلا "يا معلّم" أما بعد الصيد العجيب فقد ناداه "يا رب". هكذا هي دعوة الله، الذي لا ينظر إلى نوعيّة الأشخاص وإنما إلى إيمانهم، تماما كسمعان الذي قال: "ولكِنِّي أُرسِلُ الشِّباكَ بِناءً على قَولِكَ." فخبرة بطرس الفريدة تمثل أيضا دعوة كل رسول للإنجيل، الذي يجب عليه ألا يوهِن العزم في إعلان المسيح لجميع البشر حتى أطراف العالم.

أضاف البابا يدعونا إنجيل اليوم للتأمل أيضا بالدعوة الكهنوتية وبالحياة المكرّسة. الدعوة هي عمل الله، ودعوة الإنسان ليست إلا جوابا للمبادرة الإلهية، ولا يجب أن نخاف من ضعفنا عندما يدعونا الله، علينا أن نثق بقدرته التي تعمل في ضعفنا وبقوة رحمته التي تحوّلنا وتجددنا.

ختم الأب الأقدس كلمته قبل التبشير الملائكي بالقول إخوتي وأخواتي الأعزاء لتنعش كلمة الله هذه أيضا فينا وفي جماعاتنا المسيحية الشجاعة والثقة والدفع لإعلان الإنجيل والشهادة له. فلا يقودنا الفشل والصعوبات إلى الإحباط: علينا أن نرسل شباكنا بإيمان، والرب يتكفّل بالباقي. لنثق أيضا بشفاعة مريم العذراء سلطانة الرسل، هي التي، عالمة بصغرها، أجابت على دعوة الله بتسليم تام: "هاأنذا"، فلنجدّد إذاً بعضدها الوالدي، جهوزيّتنا لإتباع المسيح المعلّم والرب.