موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٤ أغسطس / آب ٢٠١٧
البابا في يوم المهاجرين واللاجئين 2018: الترحيب والحماية، والدعم، والتكامل

بقلم: أندريا تورنيلي ، ترجمة: منير بيوك :

<p dir="RTL">من الضروري تسريع منح تأشيرات السفر الإنسانية وتبسيط الحصول عليها، وتشجيع لم شمل العائلات، ومنح المواطنة، وإضفاء الصفة القانونية الخاصة على المهاجرين الذين يمكنهم المطالبة بمدة إقامة طويلة في بلد الوصول. هذه هي بعض الطلبات الواردة في رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين 2018، الذي سيتم الاحتفال به في 14 كانون الثاني.</p><p dir="RTL">إن الموضوع المختار مهم، &quot;الترحيب بالمهاجرين وباللاجئين، وبحمايتهم، وبدعمهم، وبإدماجهم بالمجتمع&quot;، مما يعبّر عن مشاعر البابا ومخاوفه. يبدأ الأب الأقدس رسالته باقتباس من الكتاب المقدس من سفر اللاويين: &quot;وإذا نزل عندك غريب في أرضكم فلا تظلمه. عليك أن تعامل الغريب الذي يقيم معك كمواطن بينكم وتحبه كنفسك، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر. أنا الرب إلهكم&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>&quot;إلتقِ مع يسوع في كل شخص غريب&quot;</strong></p><p dir="RTL">بعد أن أستذكر البابا رحلته إلى لامبيدوزا في عام 2013، كتب قائلاً: &quot;يقدم كل غريب يقرع على بابنا فرصة لنا للقاء مع يسوع المسيح المتعاطف مع الغرباء الذين يتم الترحيب بهم ورفضهم في كل عصر&quot;. ويتحدث بيرجوليو عن موقف الكنيسة في مواجهة الهجرات داعيًا &quot;جميع المؤمنين والرجال والنساء، وذوي النوايا الحسنه&quot; إلى الاستجابة &quot;للتحديات العديدة التي تواجهها الهجرة المعاصرة بالكرم، وبالسرعة، وبالحكمة، وبالتبصر كل حسب قدراته&quot;. ويواصل بيرجوليو شرح أفعال أربعة مبنية على مبادئ العقيدة الكنسية وهي &quot;الترحيب، والحماية، والدعم، والاندماج بالمجتمع&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>&quot;الحاجة إلى ممرات إنسانية&quot;</strong></p><p dir="RTL">الترحيب يعني &quot;توفير خيارات أوسع للمهاجرين واللاجئين لدخول بلدان المقصد بشكل آمن وقانوني. هذا يستدعي التزامًا ملموسًا بزيادة الخيارات القائمة لمنح التأشيرات الإنسانية وبلم شمل الأسر وتبسيط العملية. وفي الوقت نفسه، آمل أن يعتمد عدد أكبر من البلدان برامج رعاية خاصة ومجتمعية، وأن يفتحوا ممرات إنسانية للاجئين المعرضين للأخطار بصورة خاصة&quot;. ويقترح البابا منح&quot; تأشيرات خاصة مؤقتة للأشخاص الفارين من النزاعات في بلدان مجاورة&quot;. ويضيف: &quot;إن الطرد الجماعي والتعسفي للمهاجرين واللاجئين ليست حلولاً مناسبة، لاسيما عندما يعود الناس إلى بلدان لا يمكن أن تضمن احترام الكرامة الإنسانية والحقوق الأساسية&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>إقامة مبدأية كافية وكريمة</strong></p><p dir="RTL">يشدد فرنسيس على أهمية &quot;توفير إقامة مبدأية، كافية وكريمة للمهاجرين واللاجئين من خلال &quot;برامج ترحيب واسعة النطاق تسمح &quot;بزيادة جودة الخدمة وزيادة ضمانات النجاح&quot;. ومستشهدًا بمبدأ مركزية الإنسان، الذي &quot;يذكره بشدة&quot; بندكتس الخامس عشر، يستذكر فرنسيس الإلتزام &quot;الدائم بإعطاء الأولوية للسلامة الشخصية على مسألة الأمن القومي&quot;، وبضمان &quot;تدريب الموظفين المكلفين بمراقبة الحدود تدريبًا مناسبًا &quot;وتقديم الخدمات الأساسية&quot; لمن يصلون. وتضيف الرسالة: &quot;من أجل ضمان الكرامة الأساسية لكل إنسان، يجب أن نسعى جاهدين لإيجاد حلول بديله للاحتجاز الذي يتم لأولئك الذين يدخلون البلاد دون تفويض&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>&quot;من الضروري حمايتهم حتى في وطنهم&quot;</strong></p><p dir="RTL">وفي نقاشه للفعل الثاني، يستذكر البابا أن &quot;الحماية تبدأ من بلد المنشأ، حيث تتكون من تقديم معلومات موثقة ومحددة قبل المغادرة، ومن توفير السلامة من ممارسات التجنيد غير القانونية. يجب أن يكون ذلك مستمرًا، قدر المستطاع، في بلد الهجرة، بحيث يضمن لهم مساعدة كافية بالمجال القنصلي، وبالحق في الاحتفاظ بوثائقهم الشخصية في كل الأوقات، وبالوصول بطرق منصفة إلى العدالة، وبإمكانية فتح حساب مصرفي شخصي، وبالحصول على مبلغ مالي كحد أدنى يكفي للعيش&quot;. يضيف فرنسيس: &quot;إن طاقات وكفاءات المهاجرين وطالبي اللجوء هي مورد حقيقي للمجتمعات التي ترحب بهم&quot;، ويأمل أن &quot;يتم منح المهاجرين حرية التنقل، وفرص العمل، والوصول إلى وسائل الاتصال من منطلق احترام كرامتهم. وبالنسبة لأولئك الذين يقررون العودة إلى وطنهم، أود أن أؤكد على الحاجة إلى وضع برامج لإعادة الإندماج الاجتماعي والمهني&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>رعاية القاصرين</strong></p><p dir="RTL">ويطلب بيرجوليو &quot;تجنب أي شكل من أشكال الاحتجاز&quot; للقاصرين، مع ضمان &quot;فتح مجال منتظم إلى التعليم الابتدائي والثانوي&quot;. وعند بلوغهم سن البلوغ، يجب ضمان حقهم في البقاء وبإمكانية مواصلة دراستهم. كما ينبغي توفير الحضانة المؤقتة أو برامج الحضانة للقاصرين الذين ليس لديهم مرافقين إضافة إلى القاصرين المنفصلين عن أسرهم. يجب تجنب الحالة التي قد يعاني منها المهاجرون واللاجئون من كونهم لا ينتمون إلى دولة من خلال تبني &quot;تشريع الحصول على جنسيه تماشيًا مع القوانين الأساسية للقانون الدولي&quot;. ويطالب فرنسيس بعدم تركهم &quot;عديمي الجنسية&quot;&nbsp; كما أن &quot;وضع الهجرة لا ينبغي أن يحد من إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الوطنية أو خطط المعاشات التقاعدية، كما لا يجب أن يؤثر على الحصول على مساهماتهم إذا ما&nbsp; أعيدوا إلى وطنهم&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>ضمان البعد الديني</strong></p><p dir="RTL">ويضيف البابا أنه من أجل السماح للمهاجرين واللاجئين بتحقيق وجودهم كبشر &quot;يجب أن نعترف بالقيمة الحقيقيه للبعد الديني، وأن نضمن لجميع الأجانب في أي بلد حرية المعتقد والممارسة الدينية&quot;. كما يدعو إلى تعزيز مهارات العمل لأولئك الذين يأتون من خلال دعم &quot;الإندماج الاجتماعي والمهني&quot; وضمان حصول الجميع، بمن فيهم أولئك الذين يلتمسون اللجوء، إمكانية العمل، وتعلم اللغة، والمواطنة الفاعلة، جنبًا إلى جنب مع ما يكفي من معلومات مقدمة بلغتهم الأم.. وفي حال وجود مهاجرين قصر، يجب تنظيم انضوائهم في العمل لمنع الاستغلال والمخاطر التي قد تؤثر على نموهم الطبيعي وتنميتهم&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>تعزيز الأسرة</strong></p><p dir="RTL">في العام 2006، أبرز بندكتس السادس عشر، في سياق الهجرة، كيف أن الأسرة &quot;هي مكان ومورد لثقافة الحياة وعامل لدمج القيم&quot;. ويؤكد فرنسيس مجددًا على أنه &quot;يجب دائمًا تعزيز سلامة الأسرة ودعم جمع شمل الأسر- بما في ذلك الأجداد، والأحفاد، والأخوة بغض النظر عن المتطلبات المالية. ينبغي توفير &quot;مساعدة ودعم&quot; أكبر للمهاجرين ذوي الإعاقة. ويقول بيرجوليو: &quot;على الرغم من الجهود التي بذلتها العديد من الدول حتى الآن من حيث التعاون الدولي والمساعدة الإنسانيه، &quot;فإنني آمل أن يشمل العرض بتقديم هذه المساعدة في الاعتبار الاحتياجات (مثل المساعدة الطبية والاجتماعية، إضافة إلى التعليم) في البلدان النامية التي يتدفق إليها عدد كبير من المهاجرين واللاجئين. وآمل أيضًا أن تشمل المعونة أيضًا المجتمعات المحلية المعرضة للمخاطر التي تواجه مصاعب مادية&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>التكامل والمواطنة</strong></p><p dir="RTL">وأخيرًا، يضيف فرنسيس أن التكامل ليس &quot;استيعابًا يقود المهاجرين إلى كتم هويتهم الثقافية أو نسيانها&quot; بل إلى تواصل مع الآخرين يؤدي إلى اكتشاف &quot;خباياهم&quot;، وإلى الإنفتاح معهم من أجل الترحيب بهم وبالتالي المساهمة في تبادل المعرفة بشكل أفضل&quot;. وبالإمكان التسريع في هذه العملية بمنح المواطنة دون التقيد بالمتطلبات المالية أو اللغوية، ومن خلال إمكانية إضفاء الطابع القانوني الخاص على المهاجرين الذين يقيمون لفترة طويلة في بلد الوصول&quot;.</p><p dir="RTL">ويؤكد البابا على ضرورة &quot;تعزيز ثقافة اللقاء بكل الطرق الممكنة من خلال زيادة فرص التبادل الثقافي، وتوثيق أفضل لممارسات التكامل ونشرها، ووضع برامج لإعداد المجتمعات المحلية لعمليات التكامل&quot;. ويؤكد على &quot;حالة خاصة&quot;، وهي &quot;للأجانب الذين أجبروا على مغادرة بلدانهم بسبب الأزمات الإنسانية&quot;، حيث يقول بأنه &quot;يجب ضمان حصول هؤلاء الأشخاص على مساعدة كافية من أجل العودة إلى أوطانهم وأيجاد برامج فعالة لإعادة الإندماج في بلدانهم الأصليه&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>&quot;الاتفاق العالمي&quot;</strong></p><p dir="RTL">يختتم فرنسيس الرسالة بالتأكيد على أن الكنيسة &quot;مستعدة بإلزام نفسها على تحقيق جميع المبادرات المقترحة أعلاه. ومع ذلك، من أجل تحقيق النتيجة المرجوة، ليس هناك غنى عن مساهمة المجتمعات السياسية والمدنية كل وفق مسؤولياتها&quot;. ويشير إلى أنه خلال قمة الأمم المتحدة في تشرين الأول من العام الماضي، أعرب زعماء العالم بوضوح عن رغبتهم في اتخاذ إجراءات حاسمة لدعم المهاجرين واللاجئين من أجل إنقاذ حياتهم، وحماية حقوقهم، إضافة إلى تقاسم هذه المسؤولية على المستوى العالمي. وتحقيقًا لهذه الغاية، التزمت الدول بصياغة اتفاقيتين عالميتين قبل نهاية العام 2018، أحدهما للاجئين والآخر للمهاجرين.</p>