موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ترأس البابا فرنسيس، صباح اليوم الثلاثاء، القداس الإلهي في منتزه المئويّة الثانية في مدينة كويتو، عاصمة الإكوادور، بحضور حشد كبير من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وما يقارب 900 ألف مؤمن بحسب ما أفادت به وزارة الداخلية.
وقال البابا في عظته "نحن جميع المجتمعين اليوم حول المائدة مع يسوع نشكل صرخة وصيحة تولد من القناعة بأن حضوره يدفعنا إلى الوحدة"، مشيراً بقوله "سيكون من السطحي أن نفكر أن الانقسام والحقد يؤثران فقط في التوترات بين البلدان والمجموعات الاجتماعية. في الحقيقة، إنها ظهور لتلك الفردانية المنتشرة التي تفصلنا وتضعنا في مواجهة بعضنا البعض، والذي بسبب نتائجه يتألم المجتمع أيضاً والخليقة بأسرها".
وأضاف "إلى هذا العالم المليء بالتحديات يرسلنا يسوع، وجوابنا ليس بأن نكون غير مبالين أو أن نتجادل بأننا لا نملك الوسائل أو أن الواقع يتخطانا"، مقتبساً من الإرشاد الرسولي ’فرح الإنجيل‘: "وفيما تعاود الظهور في العالم أشكال حروب مختلفة ونزاعات، نشدّد، نحن المسيحيين، على الاقتراح القاضي بالاعتراف بالآخر وعلاج الجراح وبناء الجسور وتمتين العلاقات والمساندة في حمل بعضنا أثقال بعض".
وتابع البابا فرنسيس "إن رغبة الوحدة تتطلب فرح البشارة العذب والقناعة بأننا نملك خيراً كبيراً لننقله للآخرين. من هنا ضرورة الكفاح من أجل الإدماج على جميع المستويات بعيداً عن الأنانية، من خلال التواصل والحوار والحثّ على التعاون". وأكد قائلاً "لا يمكن للوحدة أن تشرق طالما أن الدنيوية الروحية لا تزال تدخلنا في حرب فيما بيننا وفي بحث عقيم عن السلطة والامتيازات واللذة والأمان الاقتصادي".
وأضاف "هذه الوحدة هي عمل رسولي لكي يؤمن العالم. فالبشارة لا تقوم على الاقتناص وإنما على جذب البعيدين من خلال شهادتنا والاقتراب بتواضع من الذين يشعرون بأنهم بعيدون عن الله والكنيسة"، مشدداً أن "رسالة الكنيسة، كسرّ للخلاص، ترتبط بهويتها كشعب في مسيرة، ودعوته أن يدخل في مسيرته أمم الأرض بأسرها. وبقدر ما تكون الشركة عميقة فيما بيننا بقدر ما ستتعزز الرسالة".
وختم البابا فرنسيس بالقول "إن بذل الذات هو الذي يحدد العلاقة الشخصية التي لا تولد من خلال إعطاء أشياء وإنما من خلال إعطاء ذواتنا. أن يعطي المرء نفسه يعني أن يسمح لقوة الحب كلها، التي هي روح الله، أن تعمل به، فيتمكن عندها من أن يعطي دفعاً لقوته الخالقة. هذه هي البشارة وهذه هي ثورتنا، لأن إيماننا هو ثوري على الدوام، وهذه هي صرختنا الأعمق والمستمرة".