في اليوم الثالث من زيارته الرسولية إلى بولندا لمناسبة الأيام العلمية للشبيبة، زار البابا فرنسيس، صباح اليوم الجمعة، معسكر أوشفيتز بيركينو الذي أقيم خلال احتلال ألمانيا النازية لبولندا، أثناء الحرب العالمية الثانية.

ويعتبر مجمّع أوشفيتز من أكبر معسكرات الاعتقال النازية، ويتكون من ثلاثة معسكرات رئيسية و45 معسكر فرعي. وخلال الأعوام 1942 و1944، نقل بالقطارات حوالي مليون ومائة ألف شخص (90 بالمئة من اليهود)، من جميع أرجاء أوروبا، حيث كانوا يعملون حتى الموت، حرقًا أو رميًا بالرصاص.

وبخطوات رصينة عبر البابا فرنسيس البوابة الحديدية للمعسكر، الذي أصبح رمزًا لوحشية الإنسان تجاه أخيه الإنسان في القرن العشرين، ورفع صلاة صامتة، والتقى عددًا من الناجين من الهولوكوست. كما أضاء شمعة أمام "الحائط الأسود"، حيث كان يعدم النزلاء رميًا بالرصاص. كذلك صلّى في الغرفة التي كان فيها القديس ماكسيميليان كولبيه معتقلاً.

يذكر أن اعتقال كولبيه من قبل النازيين جاء بسبب إيوائه آلاف اللاجئين، ليحكم عليه بالأشغال الشاقة في أوشفيتز عام 1941. وعندما فر بعض المعتقلين من المعسكر، أمر النازيون بإعدام عشرة أشخاص مقابل كل معتقل فار. وقدّم الكاهن نفسه عوضًا عن رب عائلة وقع عليه الاختيار، بواسطة الحقنة السامة وأُحرقت جثته. أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني قديسًا عام 1982، وأصبح شهيد المحبة وشفيع السجناء.

وبعد أن تقدّم من إحدى بوابات معتقل أوشفيتز بيركينو الرئيسية، سار البابا فرنسيس ببطء بمحاذاة الألواح البرونزية الاثنين والعشرين، الموضوعة أمام نصب الضحايا التذكاري، في إشارة إلى جنسيات ضحايا المعتقل. ويتطلع البابا، الذي أعلن يوبيل الرحمة، في هذه الزيارة، أن يتم النظر بعيون الرحمة لكي لا يحدث شيء من هذا القبيل في المستقبل.

وكان البابا يوحنا بولس الثاني، الذي نجا من احتلال ألمانيا النازية لبولندا، قد زار معسكر أوشفيتز عام 1979. كما قام البابا بندكتس السادس عشر، الذي أجبر في صغره على الانضمام للشبيبة الهتلرية خلال الحرب العالمية الثانية، بزيارة المعسكر ذاته عام 2006.