موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٥ سبتمبر / أيلول ٢٠١٨
البابا فرنسيس يصل إلى إستونيا، محطته الأخيرة لدول البلطيق

الفاتيكان نيوز :

حطت طائرة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء على أرض مطار تالين الدولي قادمًا من العاصمة الليتوانية فيلينوس، في زيارة إلى إستونيا وفيها يختتم جولة بدأها يوم الجمعة الفائت وقادته إلى جمهوريات البلطيق الثلاث أي ليتوانيا، لاتفيا وإستونيا.

وقام الحبر الأعظم بزيارة إلى رئيسة البلاد كيرستي كالجولايد قبل أن يلتقي ممثلين عن السلطات المدنية وأعضاء السلك الدبلوماسي والمجتمع المدني في حديقة الورود بالقصر الرئاسي. وتخلل اللقاء خطاب للبابا استهله معبرًا عن سروره لزيارة هذه العاصمة الأقرب إلى القطب الشمالي، ولفت إلى وجود ممثلين عن عالم الثقافة وسط الحاضرين معرباً عن رغبته في التعرف أكثر على ثقافة هذا البلد، إستونيا، الذي تميّز بالقدرة على الصمود سمحت له بالبدء من جديد وسط أوضاع مطبوعة بصعوبات عدة.

ولفت فرنسيس إلى أن الشعب الإستوني تحمّل على مرّ التاريخ أوضاعًا صعبة، مشيرًا إلى أن هذا الشعب ناضل من أجل الحرية والاستقلال وقد دخل ليصبح عضوًا في مجموعة الأمم منذ خمس وعشرين سنة، ومنذ ذلك التاريخ حقق خطوات عملاقة، خصوصًا وأن هذا البلد، وعلى الرغم من صغر حجمه، يوجد بين أهم البلدان على صعيد مؤشر التنمية البشرية، وهذا ما يتبيّن من خلال تطبيق حرية الصحافة والديمقراطية والحريات السياسية.

وتطرق البابا إلى ما كتبه في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، مؤكدًا أن البشرية تعيش اليوم تحولاً تاريخيًا يتبيّن من خلال الإنجازات المحقّقة على مختلف الصعد، ولا بد من الإشادة بالإنجازات التي تساهم في تحقيق رخاء الأشخاص. وذكّر بأن الرخاء ليس دائمًا مرادفًا للعيش الرغيد، مشيرًا في هذا السياق إلى فقدان معنى الحياة وفرح العيش في مجتمعاتنا المعاصرة، فضلاً عن الضياع الذي يشعر به الشبان عندما يفقدون حسّ الانتماء إلى شعب ما وثقافة ما وعائلة ما. وحذّر البابا من مغبة أن يضع الإنسان اليوم كل ثقته في التطور التكنولوجي كدربٍ وحيدة ممكنة للنمو، لأن هذا الأمر يمكن أن يقود إلى فقدان القدرة على إقامة علاقات بين الأشخاص والأجيال والثقافات، أي هذا النسيج الاجتماعي الحيوي الذي يُشعر الإنسان بأنه جزء من الآخر وطرف في مشروع مشترك.