موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٢ فبراير / شباط ٢٠١٨
البابا فرنسيس يستقبل البطريرك يوسف العبسي والأساقفة الروم الملكيين

الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان :

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم غبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك الروم الملكيين والأساقفة المشاركين في سيندوس كنيسة الروم الملكيين، وشكر الأب الأقدس في البداية غبطة البطريرك والأخوة الأساقفة الأعزاء على زيارتهم والتي تأتي في إطار التعبير العام عن الشركة الإفخارستية والذي سيتم غدا خلال احتفال إفخارستي. وذكّر البابا في حديثه بأنه قد أطلع غبطة البطريرك يوسف العبسي على هذا الموعد في الرسالة التي وجهها إليه في الثاني والعشرين من حزيران يونيو المنصرم بمناسبة انتخاب غبطته بطريركا للروم الملكيين الكاثوليك.

أكد قداسة البابا بعد ذلك قربه المتواصل من غبطة البطريرك بالصلاة كي يكون الرب القائم قريبا منه ويرافقه في الرسالة الموكلة إليه. وتابع الأب الأقدس أن صلاته هذه لا يمكن أن تنفصل عن صلاته من أجل سوريا الحبيبة والشرق الأوسط بكامله. في هذه المنطقة، تابع الحبر الأعظم كنيستكم متجذرة بعمق وتقوم بخدمة ثمينة من أجل خير شعب الله. إن وجودكم لا يقتصر على الشرق الأوسط بل يتوسع منذ سنوات عديدة ليشمل تلك البلدان التي انتقل إليها العديد من المؤمنين الروم الملكيين بحثا عن حياة أفضل. وأكد البابا صلاته من أجل مؤمني الانشار ورعاتهم.

توقف الأب الأقدس بعد ذلك عند أوضاع مسيحيي الشرق الأوسط في هذه المرحلة التاريخية، فقال إن الكثير من الجماعات المسيحية في هذه المنطقة مدعوة لعيش إيمانها بالرب يسوع وسط تجارب كثيرة، وأعرب عن رجائه أن يشجع الأساقفة والكهنة الروم الملكيون، بشهادة حياتهم، المؤمنين على البقاء في الأرض التي أرادت العناية الإلهية أن يولدوا فيها. ثم عاد البابا فرنسيس إلى رسالته المذكورة إلى غبطة البطريرك مذكرا بتأكيده فيها على أن الرعاة مدعوون، خاصة في مثل هذه الفترات، إلى التعبير أمام شعب الله المتألم عن الشركة والوحدة، القرب، التضامن، الشفافية والشهادة، وكرر الأب الأقدس بالتالي هذه الدعوة التي وصفها بالأخوية أي مواصلة السير على هذه الدرب. ذكّر من جهة أخرى بإعلانه الثالث والعشرين من شباط فبراير الجاري يوم صلاة وصوم من أجل السلام وقال إنه سيذكِّر خلال هذا اليوم بشكل خاص بسوريا التي تضربها خلال السنوات الأخيرة آلام لا يمكن وصفها.

انتقل قداسة البابا في حديثه بعد ذلك إلى سينودس كنيسة الروم الكاثوليك والذي يأتي المشاركون في ختامه إلى روما في حج إلى قبر بطرس الرسول، فقال إن السينودس لحظة أساسية في المسيرة المشتركة، لحظة يكون خلالها البطريرك والأساقفة مدعوين إلى اتخاذ قرارات هامة من أجل خير المؤمنين، وذلك أيضا من خلال انتخاب أساقفة جدد، رعاة عليهم أن يكونوا شهودا للقائم من بين الأموات، رعاة، وشأن ما فعل الرب مع تلاميذه، ينعشون قلوب المؤمنين ويكونون قريبين منهم معزيين إياهم، وفي الوقت ذاته يرافقونهم نحو الأعلى، يرغبون في الأمور التي في العُلى حيث المسيح، لا في الأمور التي في الأرض (راجع قول 3، 1-2). وتابع الأب الأقدس مشددا على أننا في حاجة كبيرة إلى رعاة يعانقون الحياة باتساع قلب الله بدون التوقف عند ما يرضي من الأمور الأرضية، بدون الاكتفاء بتسيير ما هو موجود بالفعل إلى الأمام، بل يجب التطلع إلى ما هو أعلى. رعاة حمَلة لله متحررون من البقاء على ارتفاع منخفض، من القواعد الضيقة لحياة فاترة وتقليدية، رعاة فقراء غير متشبثين بالمال والترف، رعاة وسط شعب فقير يتألم، يعلنون رجاء الفصح في مسيرة متواصلة مع الأخوة والأخوات. وواصل البابا معربا عن الموافقة الحبرية على الأساقفة المنتخَبين وأيضا عن الرجاء في أن يلمس باليد عظمة هذه الآفاق شأن ما ذكر.

وفي ختام لقائه بغبطة البطريرك يوسف العبسي وأساقفة بطريركية الروم الملكيين بمناسبة اختتام السينودس، جدد قداسة البابا فرنسيس شكره على زيارتهم الأخوية طالبا منهم أن يُذكِّروا لدى عودتهم الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين أنهم في قلب البابا وصلاته. وتابع: لتحرسكم أم الله كلية القداسة سلطانة السلام وتحميكم، وبينما يسعدني أن أمنحكم وأمنح جماعتكم بركتي أسألكم من فضلكم ألا تنسوا أن تصلوا من أجلي.