موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
البابا فرنسيس يحتفل بالقداس من أجل السلام والعدالة في سانتياغو

سانتياغو – أبونا وإذاعة الفاتيكان :

استهل البابا فرنسيس اليوم الأول من زيارته الرسولية الثانية والعشرين خارج الأراضي الإيطالية، بالتوجه إلى قصر "لا مونيدا" بالعاصمة التشيلية، حيث كان له لقاء مع ممثلين عن السلطات المدنية والمجتمع المدني وأعضاء السلك الدبلوماسي.

ودعا في خطابه إلى احترام حقوق وثقافة الشعوب الاصلية، مشددًا على ضرورة الإصغاء إلى الشعوب الأصلية التي غالبًا ما تتعرض للنسيان، والتي تحتاج حقوقها إلى أن تؤخذ في الاعتبار، وثقافتها إلى الحماية، حتى لا يضيع قسم من هوية هذه الأمة وغناها. وأوضح أنه "لا بد من الحفاظ على التعددية الاتنية والثقافية والتاريخية من أي محاولة للتقسيم أو الهيمنة"، فـ"حكمة الشعوب الأصلية يمكن أن تشكل مساهمة كبيرة في الحماية البيئية للكرة الأرضية".

كما عبّر عن ألمه حيال الأضرار الجسيمة وليدة التعديات الجنسية التي تعرض لها عدد من الأطفال على يد كهنة في الكنيسة الكاثوليكية. وقال "إنه يضم صوته إلى صوت الأساقفة في طلب المغفرة، وفي دعم الضحايا، والسعي إلى منع تكرار هذه التعديات".

من بعدها ترأس الحبر الأعظم القداس الإلهي في حديقة هيغينز، وهي ثاني أكبر حديقة في البلاد، وذلك من أجل السلام والعدالة، بحضور حوالي 400 ألف شخص. حيث دعا في عظته التشيليين إلى عدم الاستسلام أمام الانعزال عن الجميع، وأمام الانقسام والانفصال والعمى إزاء حياة وألم الآخرين، مشددًا أن "بناء السلام هو عملية تجمعنا وتحرّك إبداعنا لإعطاء حياة لعلاقات تجعلني أرى في جاري لا غريبًا ومجهولاً وإنما ابنًا لهذه الأرض".

وقال: "كم هو خبير قلب شعب التشيلي في إعادة البناء والبدء من جديد! كم أنتم متمرسون في النهوض مجددًا بعد العديد من السقطات. لهذا القلب يوجّه يسوع النداء، ولهذا القلب تتوجّه التطويبات. إنّ التطويبات لا تولد من مواقف انتقاد سهلة ولا من كثرة كلام الذين يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء ولكنهم لا يريدون أن يلتزموا بشيء أو مع أحد، وينتهون بعرقلة كل إمكانية لخلق عمليات تحول وإعادة بناء في جماعاتنا وحياتنا. إن التطويبات تولد من قلب رحيم لا يتعب من الرجاء".

وتابع الحبر الأعظم: "يقول لنا يسوع: طوبى للذين يلتزمون في سبيل المصالحة. سعداء أولئك القادرين على الالتزام والعمل لكي يعيش الآخرون بسلام. سعداء أولئك الذين يجتهدون لكي لا يزرعوا الإنقسام. بهذه الطريقة تجعلنا الطوبى صانعي سلام؛ وتدعونا للالتزام لكي ينال روح المصالحة فسحة بيننا. أتريد الفرح؟ أتريد السعادة؟ سعداء الذين يعملون لكي يتمكن الآخرون من الحصول على حياة فرِحة. أترغب في السلام؟ إعمل من أجل السلام".