موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
البابا فرنسيس يترأس الصلاة المسكونية في ختام أسبوع الوحدة

روما - أبونا :

بالتزامن مع صلاة الغروب الثانية لعيد اهتداء القديس بولس الرسول، ترأس قداسة البابا فرنسيس، مساء أمس السبت، الاحتفال المسكونيّ بمناسبة ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وذلك في كنيسة القديس بولس خارج الأسوار، بحضور لفيف من رؤساء وممثلي مختلف الكنائس المتواجدة في العاصمة الإيطالية روما.

وانطلاقًا من شعار أسبوع الصلاة من أجل الوحدة المسيحيين لهذا العام: "وأظهر لنا أهلها (أهل الجزيرة) عطفًا نادرًا" (أعمال الرسل 28، 2)، استهلّ البابا فرنسيس تأمله موضحًا بأنه كان على متن السفينة التي أقلّت بولس كمسجون إلى روما، ثلاث مجموعات مختلفة: الجنود، البحارة، ومجموعة من السجناء وهم الأكثر ضعفًا.

■ الثقة بالله

ولفت الحبر الأعظم إلى أن القديس بولس الرسول، وعلى الرغم من كونه ضمن المجموعة الثالثة الأكثر ضعفًا، إلا أنه استطاع أن يقدّم أمرًا مهمًا للركاب. فبعد غرق السفينة التي كانت تقلّه نتيجة عاصفة شديدة، قدّم بولس رسالة رجاء غير متوقعة، بينما كان جميع ركاب السفينة يفقدون الأمل في بقائهم على قيد الحياة.

وقال: لقد وثق بولس في الملاك الذي أخبره بألا يخاف، وأصبحت لديه ثقة راسخة عندما تم انقاذ جميع المسافرين، وكذلك في مالطا عندما شهد كرم الضيافة واللطف والإنسانية من قبل سكان الجزيرة". فهده القصة من سفر أعمال الرسل –تابع البابا يقول- "تتحدث أيضًا عن مسيرتنا المسكونية نحو تلك الوحدة التي يرغبها الله".

■ الإصغاء إلى الصغير والضعيف

وقال: "في المقام الأول، تخبرنا هذه الحادثة بأن الأشخاص الضعفاء -أولئك الذين لديهم القليل ماديًا لكي يقدمون، إلا أن ثروتهم الحقيقة تكمن في الله- يستطيعون تقديم رسائل ذات قيمة لخير الجميع"، داعيًا إلى التفكير في تلك المجتمعات المسيحية المهمشة والمضطهدة، "كما هو الحال في حطام سفينة بولس". وأكد على أن الله قد خلص الإنسان "ليس بقوة هذا العالم، إنما بضعف صليب" ابنه يسوع المسيح، محذرًا في هذا السياق من الإغراء الذي يقدّمه المنطق السائد في هذا العالم، حاثًا المسيحيين للاستماع إلى الصغار والضعفاء.

■ التغلّب على الانقسامات

وأوضح بأن سفر أعمال الرسل يذكرنا أيضًا بأن الأولوية عند الله هي خلاص الجميع. وقال: إن رغية الله في خلاص الجميع هي "دعوة لعدم تكريس أنفسنا حصريًا لمجتمعاتنا.. فإن تغلبنا على انقساماتنا، يمكن عندها لكل شخص أن يساهم في خلاص الجميع". وأشار إلى أن هذا الأمر ينطبق أيضًا على المسيحيين، فلكل مجتمع مسيحي عطية يستطيع أن يقدّمها للآخرين. وقال: "كلما نظرنا لما هو أبعد من المصالح الفئوية، وتغلبنا على تراث الماضي، وزادت رغبتنا للمضي قدمًا نحو مساحة مشتركة، كلما أسرعنا في الاعتراف بهذه العطايا والترحيب بها ومشاركتها فيما بيننا.

■ حسن الضيافة

وفي الختام، شدد البابا فرنسيس على أن أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين يعلمنا أن نكون مضيافين، فيما بيننا كمسيحيين في المقام الأول، ومع إخواننا وإخوتنا الآخرين. فالضيافة في صميم تقاليد كنائسنا وعائلاتنا. وقال: "معًا، ومن دون أي تعب، دعونا نواصل الصلاة إلى الله، طالبين عطية الوحدة الكاملة فيما بيننا".