موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣ سبتمبر / أيلول ٢٠١٧
البابا فرنسيس: لا توجد محبة حقيقية بدون التضحية بالذات

الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان :

تلا البابا فرنسيسن ظهر الأحد، صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، حيث تطرق في كلمته إلى إنجيل هذا الأحد الذي يعلن فيه القديس بطرس عن إيمانه بأن يسوع هو المسيح ابن الله الحي. لكن بطرس -وبعد أن علم أن يسوع سيذهب إلى أورشليم ويُقتل- أخذ المعلم جانبًا ووبخه وقال إن هذا الأمر لا يجب أن يحصل معه، لكن يسوع بدوره وبّخ بطرس بكلام قاس وقال له: "اذهب عني يا شيطان. أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس".

وقال قداسته: إن الرب كان يدرك جيدًا أنه كان يتعين على بطرس والباقين أن يجتازوا مسيرة طويلة قبل أن يصبحوا رسله. بعدها التفت يسوع بالآخرين قائلاً لهم: "إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني". وأكد أن يسوع يذكرنا اليوم بأن طريقه هي طريق المحبة، كما لا توجد محبة حقيقية بدون التضحية بالذات.

وتابع: إننا مدعوون إلى الابتعاد عن نظرة هذا العالم مدركين أنه يتعين علينا كمسيحيين السير عكس التيار وفي درب الصعود، لافتًا إلى أن المسيح قال لتلاميذه "إن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها"، وهذا الأمر يعكس القاعدة الذهبية ألا وهي أن المحبة وحدها تعطي المعنى والسعادة للحياة، أما من يمضي وقته ويستنفد طاقاته ومواهبه لتلبية احتياجاته الخاصة فسيضيع ويعيش حياة حزينة وعقيمة. فإذا عشنا من أجل الرب وجعلنا حياتنا ترتكز إلى المحبة، كما فعل يسوع، يمكننا أن نتذوق الفرح الأصيل.

وأكد البابا فرنسيس أن المؤمنين يعيشون من خلال الاحتفال الإفخارستي سر الصليب، إذ يفهمون ويحيون ذكرى تضحية الذات التي قدمها المخلص الذي "أهلك" ذاته كي ينالها مجددًا من الآب ويجدنا نحن الضالين ويخصلنا. وسأل قداسته القديسة مريم العذراء التي رافقت يسوع لغاية الجلجلة أن ترافق المؤمنين وتساعدهم كي لا يخافوا من الألم بدافع محبة الله والأخوة، لأن هذا الألم خصب بالقيامة، بنعمة المسيح.

وفي أعقاب تلاوة التبشير الملائكي عبر البابا عن قربه الروحي من شعوب جنوب آسيا التي تعاني من آثار الفيضانات، كما قال إنه يشارك سكان ولاية تكساس الأمريكية معاناتهم على أثر الإعصار والأمطار الاستثنائية التي سببت ضحايا وشردت آلاف الأشخاص وألحقت أضرارًا مادية جسيمة.