موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٦ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٤
البابا فرنسيس سيدعو في زيارته لتركيا إلى التسامح بين الأديان

اسطنبول - أ ف ب :

يطلق البابا فرنسيس من تركيا التي سيزورها من الجمعة إلى الأحد دعوة من أجل السلام والتعايش بين الأديان في منطقة معرضة لاشتعال أعمال العنف وبلد تندثر فيه التقاليد المسيحية القديمة. وبرنامج زيارة الحبر الأعظم الى انقرة واسطنبول التي تستمر ثلاثة ايام فقط بعد زيارته الى ستراسبورغ، يبدو خفيفاً لرجل في السابعة والسبعين الذي يعتمد في الفاتيكان وتيرة عمل ولقاءات مكثفة.

ولمناسبة عيد القديس اندراوس، أحد رسل المسيح ومؤسس كنيسة الشرق بحسب التقليد، ينتظر البابا على الرحب والسعة من قبل صديقه بطريرك القسطنطينية المسكوني للروم الأرثوذكس الذي تقتصر رعيته في تركيا على بضعة آلاف، ومن قبل الكاثوليك في اسطنبول الذين يعتبرون أقلية صغيرة.

لكن بالنسبة لخورخي برغوليو فإن هذه الزيارة تشكل أيضاً مناسبة للدعوة مرة أخرى الى علاقة احترام بين المسيحية والاسلام -في بلد يتعرض فيه مسيحيون للاضطهاد والتهميش- والى التعاون بين الكاثوليك والارثوذكس في وقت تتوتر فيه العلاقات بسبب النزاع في اوكرانيا.

وستحاط الزيارة بتدابير أمنية مشددة لكن ليس من المقرر اي خروج بسيارة "باباموبيل" ولا اي لقاء شعبي. ولدى وصوله الى انقرة الجمعة سيلتقي البابا الرئيس الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان الذي سيستضيفه في قصره الفخم المثير للجدل. كما سيقوم الحبر الاعظم بزيارة الزامية لاي رئيس دولة الى ضريح اتاتورك مؤسس جمهورية تركيا الحديثة.

وسيمضي الحبر الاعظم القسط الاكبر من الزيارة في اسطنبول - القسطنطينية سابقاً، حيث سيتوجه السبت الى متحف كنيسة القديسة صوفيا سابقاً الذي يعتبر كنزاً روحانياً وللهندسة المعمارية البيزنطية، والى مسجد السلطان احمد المعروف ب"المسجد الازرق".

وقال المتحدث باسمه الاب فيديريكو لومباردي ان البابا "سيدخل الى المسجد كما فعل من قبله بندكتس السادس عشر، وهي بادرة هامة بالنسبة للعلاقات مع المسلمين". وسيتم احياء قداس في الكاتدرائية الكاثوليكية الصغيرة وسيكلل النهار بصلاة مسكونية مع البطريرك المسكوني برثلماوس.

ويوم الاحد سيحضر البابا قداسا لمناسبة عيد القديس اندراوس في كنيسة القديس جاورجيوس البطريركية الارثوذكسية حيث القى البابا الراحل بولس السادس اول حبر اعظم زار تركيا، خطابا في العام 1967.

وهذه الرحلة تشبه ببرنامجها تلك التي قام بها بندكتس السادس عشر في العام 2006، في اوج الجدل الذي اثارته تصريحاته التي ربط فيها بين الاسلام والعنف. كذلك زار البابا الالماني ايضا المسجد الازرق في اسطنبول حيث قام بوقفة تأمل اثارت نقاشا لمعرفة ما اذا كان يصلي.

وحرص المتحدث باسم الفاتيكان على التأكيد كما حصل بالنسبة لبندكتس السادس عشر في تلك الاونة انه لا يمكن "التحدث عن صلاة بشكل قاطع في المسجد". وشدد على ان البابا فرنسيس "سيعبر عن احترامه (للاسلام) وعن موقف تأمل روحي بدون التلفظ بكلمة فيما يعود (المسجد) الى ديانة اخرى، ذلك يبدو لي امرا حكيما".

وفيما عبر في آب الماضي عن رغبته في تقديم دعمه الروحي الى مسيحيي الشرق بذهابه الى كردستان العراق ان سمح الوضع الامني بذلك، فان عدم ادراج اي لقاء مع اللاجئين العراقيين او السوريين في برنامج الزيارة امر يدعو للاستغراب.

فهل الجانب التركي هو الذي يقف وراء ذلك لاسباب سياسية او امنية؟ قال لومباردي "ليس هناك اي حدث معين مرتقب مع اللاجئين. وفي الوقت نفسه سيلتقي (البابا) شبانا في كاتدرائية اسطنبول ولن يكون بعضهم من سكان المكان".

ولفت محللون في الفاتيكان الى ان تركيا تواجه نزاعا معقدا على حدودها ينخرط فيه اكراد وجهاديون من تنظيم داعش، وربما هي غير راغبة في مبادرات تكتسي طابعا سياسيا من قبل البابا. وفي رسالة دعوته للبابا فرنسيس شدد اردوغان على ضرورة "الحوار والتفاهم المتبادل بين اتباع مختلف الديانات".

وفي مقالة افتتاحية الثلاثاء ذكرت صحيفة حرييت دايلي نيوز بان انقرة متهمة بانها سمحت لالاف الجهاديين بالمرور الى سوريا لزعزعة نظام الرئيس بشار الاسد. "لكن في الواقع فان تنظيم داعش يمثل تهديدا اكبر من الاسد وعلى تركيا ان تغتنم الفرصة مع زيارة البابا لادانة تنظيم داعش بدون مواربة"، كما خلصت المقالة.