موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
البابا: طوبى للكنيسة التي لا تتكل على معايير الفعالية ولا تكترث بالمظاهر

تبيليسي – أبونا وإذاعة الفاتيكان :

في اليوم الثاني، وقبل الأخير، من زيارته لمنطقة القوقاز، احتفل البابا فرنسيس بالقداس الإلهي للكاثوليك، في ستاد العاصمة الجورجية، بحضور السلطات المدنية، وممثلين عن الكنيسة الأرثوذكسية، والبطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو.

وقال البابا في عظته: "طوبى للجماعات المسيحية التي تعيش البساطة الإنجيلية الأصيلة؛ فقيرة من حيث الوسائل ولكنها غنية بالله. طوبى للرعاة الذين لا يتبنّون منطق النجاح الدنيوي بل يتبعون شريعة المحبة: الاستقبال والإصغاء والخدمة. طوبى للكنيسة التي لا تتكل على معايير الفعالية ولا تكترث بالمظاهر".

وأضاف الحبر الأعظم في القداس، تزامنًا مع عيد القديسة تريزيا الطفل يسوع: "إن عظمة الإنسان الحقيقية تقوم في التصاغر أمام الله، لأننا لا نتعرّف على الله من خلال الأفكار البليغة وكثرة الدراسة، وإنما من خلال صغر قلب متواضع وواثق. وهذا الأمر يُظهره الإنجيل، حيث تتم العظائم بواسطة أمور صغيرة: ببعض الأرغفة وسمكتين، بواسطة حبّة خردل، من خلال حبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت، بواسطة كأس ماء نسقيه لعطشان، من خلال فلسي الأرملة الفقيرة، ومن خلال تواضع مريم أمة الرب. هذه هي العظمة المدهشة لإله مليء بالمفاجآت ويحب المفاجآت".

وختم البابا فرنسيس عظته بمثال القديسة تريزيا الطفل يسوع، التي "تدلنا إلى دربها الصغيرة نحو الله: ’استسلام الطفل الصغير الذي ينام بلا خوف بين ذراعي أبيه‘ لأن ’يسوع لا يطلب منا أعمالاً كبيرة وإنما استسلام وامتنان وحسب‘. لقد كانت هذه القديسة الشابة ومعلمة الكنيسة خبيرة أيضًا بعلم الحب، وتعلّمنا أن المحبة الكاملة تقوم على احتمال نواقص الآخرين وعدم التوقف عند ضعفهم وأن نسمح لهم بأن يعلموننا من خلال أصغر أعمال الفضيلة التي يقومون بها؛ وتذكرنا أيضًا بأن المحبة لا يمكنها أن تبقى سجينة في قلوبنا".