موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٦ مايو / أيار ٢٠١٥
البابا: "سقطت دمعة من عيني" لاضطهاد المسيحيين في العراق

الفاتيكان - منير بيوك :

أجرت صحيفة "لا فوس ديل بييبلو" الأرجنتينية مؤخراً مقابلة مع البابا فرنسيس. وتحدث البابا خلال المقابلة عن مواضيع شتى. ومن أكثر المواضيع التي جلبت الانتباه كان عندما تحدث أنه "كان شديد الانفعال بحيث سقطت دمعة من عينه". وكان البابا يشير إلى المآسي التي عانى منها مسيحيو العراق الذين أجبروا على الخروج من بيوتهم لملاقاة مستقبل مجهول، باحثين عن ملاذ آمن في قارات العالم الخمس.

وفيما يلي كلمات البابا حول هذا الموضوع:

أبكي عندما أرى كارثة بشرية. على سبيل المثال، في ذلك اليوم عندما شاهدت ماذا كان يحدث لشعب الروهينغا الذين كانوا يتنقلون على متن الزوارق الكبيرة في المياه التايلاندية، وعندما نزلوا إلى الساحل، تم التقديم لهم ما يأكلون ويشربون، ليرسلوا فيما بعد إلى البحر ثانية. هذه الأنواع من الكوارث تجعلني كثير الانفعال. الأطفال المرضى أيضاً، عندما أرى ما يسمونه أمراضاً نادرة، التي تنتج عن اهمال الطبيعة، فإن معدتي تتقلّب. فعندما أرى هؤلاء الأطفال أقول إلى الرب "لماذا هم وليس أنا؟".

كما أن مشاعري تتحرك عندما أزور السجون. ففي إحدى المرات ذهبت إلى مركز اعتقال للشبان والشابات، ومرة أخرى ذهبت إلى سجن ريبيبيا (في روما)، كما أني زرت عدة سجون في مدن إيطالية أخرى. وتناولت الطعام مع السجناء، وبينما كنت أتحدث معهم جاءتني هذه الفكرة: "قد أكون أنا هنا بينهم!"، لأنه ليس بإمكان أحد منا أن يكون متأكداً أنه لم يرتكب أبداً جريمة ما ويؤول به الأمر إلى السجن. لذلك سألت نفسي "لماذا لم يسمح لي الله أن أرسل إلى السجن؟". إني أتألم من أجلهم، وأشكر الله أنني لست بينهم. وأحياناً أشعر بالامتنان، لأنه لم يكن لديهم الفرصة التي توفرت لي. إن هذا يجعلني أبكي من الداخل. إنني أشعر بذلك.

أنا لا أبكي علناً. كنت على وشك البكاء في حادثتين، ولكنني تمالكت نفسي في الوقت المناسب. لقد كنت منفعلاً، ونزلت مني دمعة، لكن مسحت وجهي بيدي. إنني أتذكر إحدى هاتين الحادثتين، ولا أتذكر الأخرى. الحادثة التي أتذكرها تتعلق باضطهاد المسيحيين في العراق. تكلمت عن ذلك، وكنت شديد الانفعال. كنت أفكر عندها بالأطفال.