موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٩ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
البابا: جميعنا خطأة ولكن الله اختارنا لنكون وسيلة نعمته

الفاتيكان – زينيت :

الكنيسة هي هيكل وعروسة الروح القدس وهي جسد المسيح، ولكن الكنيسة هي أيضًا، وفي الوقت عينه، مؤلفة من جماعة بشرية. عندما نتحدث عن "الكنيسة المرئية" يذهب فكرنا إلى رعايانا، أبرشياتنا، مؤسساتنا. هذه هي الكنيسة المنظورة. وعليه، كان السؤال الذي طرحه البابا اليوم في معرض تعليم الأربعاء: "إذا كانت الكنيسة واحدة، كيف يمكننا أن نفهم العلاقة بين الواقع المرئي والواقع الروحي؟".

شرح الأب الأقدس في مطلع جوابه أنه عندما نتحدث عن الكنيسة، نحن لا نشير فقط إلى البابا، الأساقفة، الكهنة، الراهبات والمكرسين. "واقع الكنيسة المرئي يتألف من إخوة وأخوات معمدين كثيرين، يعيشون في العالم الإيمان والرجاء والمحبة".

وأشار قداسته إلى أننا غالبًا ما نقول: "الكنيسة لا تفعل كذا، والكنيسة فعلت كذا". ولكن قل لي: من هي الكنيسة؟ - "الكنيسة هي جميعنا!! جميع المعمدين هم الكنيسة، هم كنيسة يسوع". وأضاف: الكنيسة مؤلفة من أولئك الذين يتبعون الرب يسوع، وباسمه يقفون قرب البؤساء والمتألمين ويسعون لبلسمة جراحهم وتخفيف آلامهم.

لهذا، "نفهم كيف أن واقع الكنيسة المرئي لا يمكن حصره، ولا يمكن معرفته بالكامل: كيف يمكننا أن نعرف حجم الخير الذي يتم القيام به؟"، ونقصد هنا خير الأمانة في العائلة، خير أعمال المحبة، خير تربية الأطفال... وعليه، لخص البابا النقطة الأولى بالقول: "حتى واقع الكنيسة المرئي يذهب أبعد من قدرتنا على التحكم، يذهب أبعد من قوانا، وهو واقع سري لأنه يأتي من الله".

وتابع البابا في الفقرة ثانية من تعليم الأربعاء الحديث عن الترابط بين البعد المرئي والبعد الروحي في الكنيسة فقال موضحًا أنه لا يمكننا أن نفهم هذا الترابط "إلا من خلال النظر إلى المسيح". فالكنيسة هي جسد المسيح، والمسيح، في سر التجسد صار إنسانًا حقًا وبقي إلهًا حقًا، دون تمازج ودون انفصال. "هذا الأمر ينطبق بشكل مماثل على الكنيسة. فكما في المسيح تطيع الطبيعة البشرية الطبيعة الإلهية، كذلك في الكنيسة، الواقع المرئي يجب أن يطابق الواقع الروحي.

وهنا طرح الأب الأقدس التساؤل: "كيف يتم بشكل ملموس في الكنيسة مطابقة الواقع المرئي للواقع الروحي؟". وهنا أيضًا يأتي الجواب بالنظر إلى المسيح. "فالمسيح هو مثال الكنيسة، لأن الكنيسة هي جسده". وقد استشهد في جوابه بإنجيل القديس لوقا الذي يخبرنا كيف أن يسوع، في عودته إلى الناصرة، حيث تربى، دخل الهيكل وقرأ نص النبي أشعيا القائل: "روح الرب علي، مسحني وأرسلني لكي أبشر المساكين، أعتق المسجونين، أمنح للبصر للعميان، أحرر المضنوكين، وأعلن سنة نعمة عند الرب" (لو 4، 18-19).

وعلق الأب الأقدس: "بهذا الشكل استخدم المسيح بشريته –لأنه كان إنسان حق– لكي يبشر بمشروع الله الخلاصي – لأنه كان الله!

ثم قال للمؤمنين: "أيها الإخوة والأخوات الأحباء، غالبًا ما نختبر في الكنيسة ضعفنا ومحدوديتنا. وجميعنا لدينا ضعف وحدود. ما من أحد بيننا يستطيع أن يقول: ’أنا لست خاطئًا‘". جميعنا خطأة ويجب على وعينا هذا أن يجعلنا ندرك أننا قد نسبب شكًا ويجب أن يحزننا هذا الأمر لأننا نسبب حجر عثرة للآخرين. ولذا دعا البابا المؤمنين إلى الصلاة قائلاً: "فلنطلب إلى الرب ألا نكون سبب عثرة. فلنطلب نعمة الإيمان، لكي نستطيع أن نفهم كيف أنه، بالرغم من ضعفنا وصغرنا، جعلنا الرب وسيلة لنعمته وعلامة مرئية لحبه للبشرية بأسرها".