موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٣ أغسطس / آب ٢٠١٢
البابا بندكتس السادس عشر في بيروت خلال شهر

مارسيل عيراني - النشرة :

<p dir="RTL">شهر واحد متبق تتحول بعده أنظار العالم إلى لبنان، ويصبح هو قلب الحدث من جديد... ولكن، هذه المرة، لن يكون الحدث سلبياً، ولن يحمل دماراً وحروباً وصراعات. فمن قلب العالم العربي المتخبط بـ&quot;ربيعه&quot;، سينطلق صوت من لبنان ليقول: &quot;سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم&quot;... وفي منطقة ارتفع فيها اليأس والحزن والحقد، ستنطلق رسالة أمل و محبة وحوار، يحملها بين يديه البابا بندكتس السادس عشر في 14 أيلول المقبل.<br /><br /><strong>رسائل البابا إلى مسيحيي الشرق كثيرة</strong><br /><br />&quot;حدثني أكثر عن لبنان&quot;، هكذا بدأ اللقاء الذي جمع البابا بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عام 2011... وهي كلمات تعبر عن شوقه لمعرفة المزيد عما يجري في هذه المنطقة التي لا تغيب همومها عن عظاته ولقاءاته والتي سبق له أن زارها بعد انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية.<br /><br />&quot;كثيرة هي الرسائل التي يريد البابا أن يوصلها إلى الشرق الأوسط&quot;، بحسب خافيير مارتينز، مدير وكالة &quot;روم ريبورتز&quot; المتخصصة بتغطية أخبار البابا والفاتيكان، الذي يؤكد انه &quot;لا يجب أن ننسى أن هذه المنطقة هي حيث سار المسيح وعلّم وبشّر، لذلك، فإن البابا يقدر كثيراً المسيحيين الذين لديهم فرصة العيش فيها&quot;. ويوضح أن &quot;البابا بنديكتوس يتحدث عن مسيحيي الشرق مراراً بسبب الصعوبات التي يواجهونها ويذكرهم بأنهم ليسوا بمفردهم. وبالإضافة إلى ذلك، فهو يدعوهم إلى عدم التخلي عن أرضهم وإلى المشاركة بتحقيق السلام، المصالحة والنمو في المنطقة&quot;.<br /><br />مارتينز، الذي رافق البابا في عدد من رحلاته، يشير في حديث لـ&quot;النشرة&quot; إلى أن &quot;النقطة الإيجابية من كون البابا لا يقوم برحلات رعوية بقدر يوحنا بولس الثاني هو أن كل زيارة تتحول إلى حدث عالمي&nbsp; ذات انعكاس على المنطقة بأكملها&quot;، لافتاً إلى أن &quot;هذه الرحلات تغير نظرة الناس إلى البابا وإلى المسيحية، وهذا ما سيشهده بالطبع لبنان...&quot;.<br /><br />ويعبر عن اعتقاده بأنه &quot;من خلال هذه الزيارة، سيتمكن البابا من أن يجعل عيون المجتمع الدولي تتجه نحو لبنان لأيام، وهذا البلد هو فريد من نوعه لأنه مثال للتعايش المسيحي-الإسلامي وبين المؤمنين من مختلف الديانات&quot;.<br /><br />ويؤكد أن &quot;البابا يأتي ليزور كل اللبنانيين ولكنه أيضاً يريد أن يطلع عن كثب على وضع الكاثوليك في هذا البلد وعلى احتياجاتهم&quot;.<br /><br /><strong>24 آب... موعد انطلاق الحملة الإعلانية الرسمية!</strong><br /><br />وفي هذا الوقت المتبقي، يستعد لبنان على الصعيدين الرسمي والكنسي لهذا الحدث الكبير، وقد بدأت هذه الإستعدادات منذ أن بدأت تتأكد إمكانية الزيارة، أي منذ نيسان الماضي. وقد أبلغت أوساط مطلعة &quot;النشرة&quot; أن &quot;الوفد الفاتيكاني الذي زار لبنان للإطلاع على التحضيرات قد أعجب بسرعة الجانب اللبناني وبحماسته&quot;، وقد شهدت روما زيارات متعددة للوفد اللبناني المولج التحضير للزيارة.<br /><br />وتجدر الإشارة إلى أن لبنان اكتسب خبرة كبيرة بالتعامل مع حدث كهذا بعد زيارة البابا الراحل، الطوباوي يوحنا بولس الثاني. وفي هذا الإطار، يشير المدير الفني والإعلاني للحملة الإعلامية لزيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى لبنان، ماريو جاد، إلى انه &quot;لا يمكن لأحد أن ينكر الأثر الكبير الذي تركه البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني في نفوس المؤمنين من مختلف دول العالم، وذلك طيلة قرابة الثلاثة عقود من الزمن التي أمضاها على كرسي مار بطرس&quot;.<br /><br />إلا أن التحضير إعلانياً وإعلامياً لهذا الحدث بعد النجاح الكبير لزيارة يوحنا بولس الثاني ليس بالأمر السهل، وهنا، يشرح أن &quot;التحضير للزيارة اليوم جرى بنظرة متجددة&quot;، مشيراً إلى &quot;أن فريق عمل متكامل مؤلف من متخصصين عمل كعائلة واحدة، وأنتج عملاً وقدمه للجنة الكنسية العليا المولجة التحضير للزيارة فوافقت عليه، وثمرة هذا العمل تتحدث عن ذاتها ولا تحتاج إلى مؤثرات إضافية لشرحها&quot;. ويعبر عن اعتقاده أن &quot;ثمرة عملنا جاءت كامتداد للرسالة التي أودعنا إيّاها البابا يوحنا بولس الثاني، نحن شبيبة لبنان، حين حمّلنا مسؤولية أن نكون رسل الحقيقة وشهود القيامة&quot;.<br /><br />ويشرح أن الحملة مقسمة إلى أربعة مراحل: &quot;أولا، التعريف عن شخص قداسة البابا كونه يجسّد بذاته الإيمان. ثانياً، التركيز على الرسالة التي يحملها إلى وطننا، ومن خلاله إلى الشرق بأكمله، وقد شاء أن تكون: &quot;سلامي أعطيكم&quot;. ثالثاً، التأكيد على عمق الروابط التي تجمع دولة الفاتيكان بلبنان، وهي روابط تاريخيّة متينة حيث أن معظم الباباوات كانوا يكنّون لهذا الوطن محبّة خاصة ومميّزة، إلى درجة أن البابا الطوباوي الكبير يوحنّا بولس الثاني اعتبره الوطن &ndash; الرسالة لعالم اليوم. وقد بادل اللبنانييون، مسيحيين ومسلمين، محبة الباباوات لهم ولوطنهم بمحبّة على القدر ذاته. رابعاً، عدم نسيان الشكر لهذا الضيف المميّز، بحيث لا تقتصر الحملة على الترحيب به قُبيل وصوله وعنده، بل تشمل، ووفق الأهميّة ذاتها، شكره، حتى قبيل مغادرته، على كلّ ما يبذله من أجل وطننا وشعبنا&quot;.<br /><br />ويكشف جاد عبر &quot;النشرة&quot; أن &quot;موعد انطلاقة الحملة الرسميّة، وبشكلها التصاعدي، هو 24 آب&quot;، لكنه يشرح أيضاً أنه &quot;تم إطلاق حملة الكترونيّة متنوّعة وموقع الكتروني خاص بالزيارة قبل هذا الموعد وقد حصدت هذه الحملة حتى الساعة إقبالا كبيراً&quot;، مشيراً إلى وجود &quot;تجاوب ملحوظ لناحية أعداد الزائرين للموقع والمشتركين في صفحة التواصل الإجتماعي&quot;. ويلاحظ جاد أن &quot;فئات عمرية متنوعة تنضم إلى هذه الصفحة، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يعكس مدى الإشتياق لدى الناس في لبنان لتكرار إختبار اللقاء بحبرٍ أعظم، 15 سنة بعد اللقاء التاريخي مع البابا يوحنّا بولس الثاني&quot;.<br /><br />ويشير، رداً على سؤال، إلى أن &quot;الهدف من حملتنا ليس استحضار مفاجآت في غير محلّها، ولكن المساهمة في العمل على حمل رسالة رجاء في زمنٍ صعب ومضطرب. وهذا يتكامل بشكل أصيل وتام مع الرسالة التي يأتي قداسة البابا من أجلها إلى لبنان، ومنه إلى الشرق، وهي رسالة السلام، فهذه الحملة أردتها أن تكون &quot;صوت السلام&quot;.<br /><br /><strong>البابا يأتي لكل اللبنانيين ويرى بالمسلمين رجال إيمان</strong><br /><br />إلا أن هذه الزيارة، ومنذ بداية الحديث عنها بشكل جدّي، كانت دائماً تواجه ببعض العبارات المتشائمة التي تستبعد حصولها بسبب الوضع في المنطقة والاحتمال الذي يراه البعض بانتقال الصراع في سوريا إلى لبنان، إلا أن مدير &quot;روم ريبورتز&quot; يوضح أن &quot;الناطقين باسم الفاتيكان يؤكدون ويشددون باستمرار على أن الزيارة ستتم في الوقت المحدد&quot;. وفي الوقت عينه، لا يلغي مارتينز بشكل قاطع احتمال إلغاء الزيارة في حال تدهور الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، مشيراً إلى أنه &quot;وللأسف، يلجأ الفاتيكان في بعض الأحيان إلى قرارات كهذه، فالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني ألغى زيارتين واحدة منهما كانت إلى لبنان... لحسن الحظ، تمكن من القيام بها بعد بضعة أعوام&quot;.<br /><br />ولكن إمكانية الإلغاء هذه أصبحت اليوم مستبعدة بشكل كبير خصوصاً وأن أقل من شهر يفصلنا عن استقبال البابا، فبالتالي، وبعيداً عنها، يتحضر اللبنانيون جميعاً لهذا الحدث، مسلمين ومسيحيين... فالزيارة ليست فقط لمسيحيي لبنان، وليست فقط للمذاهب الكاثوليكية، بل تشمل كل الشعب اللبناني، وهي زيارة دولة أيضاً.<br /><br />وعن العلاقة مع المسلمين، يؤكد مارتينز أن &quot; قلّة من الناس تعرف أن الفاتيكان يرسل كل سنة تهنئة لكل المسلمين بحلول عيد الفطر&quot;، موضحاً أن &quot;البابا يرى في المسلمين رجال إيمان&quot;. ويذكر بأنه &quot;في إسطنبول، تلا صلاة إلى جانب إمام المسجد، وفي القدس، زار الجامع أيضاً&quot;، مشيراً إلى أن &quot;البابا يطالب دائماً بالحرية الدينية وبألا يتم استغلال الدين لغايات شخصية، وبالطبع، فهو يرفض أن يتم الحديث عن الله لترويج العنف&quot;.<br /><br />ويرى مارتينز في بندكتس السادس عشر &quot;مفكّراً كبيراً ذا إمكانية لتفسير الوقائع المعقدة بطريقة بسيطة وسهلة، ورجل ذات روحانية كبيرة، يريد مساعدة الناس لكي يتمكنوا من التقرب من الله بطريقة شخصية، ورجل يعرف كيف يصغي ومنفتح على الحوار&quot;، متمنياً أن &quot;تساعد هذه الزيارة العالم أجمع لكي يتعرف على وضع المسيحيين في هذه المنطقة&quot;.<br /><br />السلام هو حقاً أكثر ما تحتاج إليه المنطقة اليوم... ويبقى الأمل كبير في أن تساهم زيارة البابا إلى لبنان بإعلاء رايته...</p>