موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٩ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
البابا: الكنيسة لديها عام من أجل النضوج، وأبوابها مشرّعة للجميع

جاكوبو سكارموتسي - خاص أبونا :

متحدثاً بعد التصويت على مضمون الوثيقة النهائية للسينودس، حيث لم تفز ثلاث فقرات رئيسية في المسودة على ثلثي غالبية الأصوات، قال البابا فرنسيس أمام الآباء المجتمعين: "أيها الإخوة والأخوات، الآن يبقى لدينا سنة واحدة للنضوج، بتمييز روحي صحيح، للأفكار المقترحة ولإيجاد حلول ملموسة للعديد من الصعوبات والتحديات التي لا تحصى والتي يجب على الأسر مواجهتها؛ لنعطي إجابات لكثير من الإحباطات التي تحيط وتخنق الأسر".

وفي خطابه، الذي استقبل بحفاوة شديدة لمدة خمس دقائق، أكد فرنسيس أن "أبواب الكنيسة مفتوحة على مصرعيها لاستقبال المحتاجين"، و"ليس فقط الأبرار". كما فنّد الافتراضات حول "جدالات الكنيسة بأن طرفاً هو ضد الطرف الآخر"، وبأنه يقدم نفسه باسم "الضامن" لوحدتها. وقد أكد مجدداً أن لا أحد على الإطلاق قد دعا إلى التشكيك في انحلال الزواج وانفتاحه في الحياة.

وقد أكد البابا فرنسيس أن "الوثيقة النهائية" هي "مخلص أمين وواضح لكل ما قيل وما تم مناقشته في هذه القاعة وفي المجموعات الصغيرة". كما سيتم تقديمها إلى المجالس الأسقفية "كخطوط عريضة" وتوجيهية للسينودس العادي في اكتوبر 2015.

وبعد أن شكر كل الحاضرين، قال البابا "أستطيع أن أقول بسعادة، وبروح الزمالة والمجمعية، بأننا قد عشنا حقاً تجربة "السينودس"، "السير معاً"، "الرحلة معاً". "وقد كانت رحلة مثل أية رحلة، كانت تتخللها لحظات من السير السريع، وكأنها كانت الرغبة في التغلب على الوقت والوصول إلى الهدف بأقرب وقت ممكن؛ وفي لحظات أخرى من التعب، كما لو كان نريد أن نقول "يكفي"؛ وفي لحظات أخرى من الحماس والتوهج. كما كانت هنالك لحظات من العزاء العميق في الاستماع لشهادات حقيقية من قبل الرعاة، الذين يحملون في قلوبهم بحكمة أفراح ودموع شعبهم المؤمن".

وعلى غرار اللغة الروحية اليسوعية التقليدية، قال البابا فرنسيس أنه خلال الأسبوعين الماضيين كانت هنالك "لحظات من العزاء"، كما كانت هنالك "لحظات من الانكسار والتوتر والتجارب"، من قال البابا ثم معدّداً: "أولاً، تجربة معاداة عدم المرونة، وهي أن يغلق الشخص نفسه داخل الكلمة المكتوبة (الحرف) وعدم السماح لنفسه من مفاجئة الله". وهنالك "تجربة وسوسة المتحمسين من مراعاة شعور الآخرين –وما يسمى اليوم- "التقليديين" وكذلك "المفكرين". بعد ذلك كانت هنالك "تجربة النزعة المدمرة للخير، في أن يكون اسم الرحمة الخادعة تضميداً للجروح من دون معالجتها أولاً والتعامل معها". كذلك هنالك أيضاً تجربة تحويل الحجارة إلى خبز لكسر طول وثقل الألم بسرعة؛ وأيضاً تحويل الخبز إلى حجارة وإلقاءه للخطأة والضعفاء والمرضى". كما كان هنالك "تجربة إنزال مَنْ على الصليب لإرضاء الناس"، و"تجربة تجاهل وديعة الإيمان، فلا نفكر بأننا حراس عليها وإنما أصحابها أو معلميها، أو من ناحية أخرى، تجربة تجاهل الواقع من خلال الاستفادة من لغة باتقان أو استخدام اللغة المنعمّة لقول العديد من الأشياء أو لرفضها!، كما يسمونّها بيزنطية الأمور".

وقال البابا فرنسيس: "شخصياً سأكون قلقاً جداً وحزيناً إن لم نواجه هذه التجارب خلال النقاشات الدائرة: حركات الروح هذه"، "أي إذا كنا جميعنا في حالة من الاتفاق، أو الصمت الكاذب والسلام الخامد. لكن بدلاً من هذا فقد رأيت وسمعت بفرح وتقدير خطب ومداخلات مليئة من الإيمان، ومن الحماس العقائدي والراعوية، ومن الحكمة، ومن الصراحة والشجاعة... وهو ما قلناه في هذه القاعة من دون أن نضع في أي وقت موضعاً للتشكيك في الحقائق الأساسية لسر الزواج: الأبدية، الوحدة، الإخلاص، الخصب، والانفتاح على الحياة".

وأضاف البابا فرنسيس: الكنيسة "لا تخشى أن تأكل وتشرب مع العشّارين والبغايا". "الكنيسة تملك أبواباً مفتوحة على مصرعيها لاستقبال المحتاجين والتائبين، وليس فقط أولئك الذين يعتقدون بأنهم كاملون! الكنيسة التي لا تخجل من الأخ العاثر وتتظاهر بعدم رؤيته". ليس صحيحاً إذاً أن الكنيسة الكاثوليكية هي "كنيسة متخاصمة حيث أن طرفاً ضد الطرف الآخر"، كما يصورها "الكثير من المعلقين، أو كما يتحدث الناس".

وقد أكد البابا فرنسيس أن السينودس عقد "مع بطرس وبرعاية بطرس" ((um Petro and sub Petro و"بحضور البابا الضامن لكل شيء". وأضاف ضاحكاً: "سوف أتحدث قليلاً عن البابا، في علاقته مع الأساقفة. حيث أنه من واجب البابا أن يضمن وحدة الكنيسة... ومن الواجب تذكير الرعاة بأن واجبهم الأول يكمن في تغذية القطيع الذي عهده الرب لهم، والسعي للترحيب.. بالخراف الضالة". وبعد أن اقتبس من مقابلة البابا بندكتس السادس عشر العامة في 26 أيار 2010، قال البابا فرنسيس: "البابا في هذا السياق ليس السيد الأعلى بل الخادم الأعلى" وهو الكفيل بالطاعة وفقاً لإرداة الله في الكنيسة، ولإنجيل المسيح، وإلى تقاليد الكنيسة".