موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٧ ابريل / نيسان ٢٠١٣
البابا: السلام الذي يهبه المسيح هو ثمرة انتصار محبة الله على الشر

الفاتيكان - اذاعة الفاتيكان :

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة افرحي يا ملكة السماء مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان تحت أشعة شمس ربيعية دافئة.

استهل الحبر الأعظم كلمته معربا مرة جديدة للحاضرين عن تمنياته لمناسبة حلول عيد الفصح، مرددا الكلمات التي قالها يسوع لتلاميذه "السلام معكم". هذه ليست مجرد تحية أو أمنية: إنها هبة، إنها الهبة الثمينة التي قدمها المسيح لتلاميذه بعد أن عبر عالم الموت والجحيم. إنه يهب السلام كما وعد عندما قال لتلاميذه: "السلام أستودعكم وسلامي أعطيكم؛ لا أعطي أنا كما يعطي العالم" (يوحنا 14، 27). هذا السلام هو ثمرة انتصار محبة الله على الشر، وهو ثمرة الغفران. إن السلام الحقيقي، السلام العميق يأتي من اختبار رحمة الله.

تابع البابا يقول: نحتفل اليوم بأحد الرحمة الإلهية، كما شاءه البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني، والذي فارق الحياة عشية الاحتفال بهذا العيد. إن إنجيل القديس يوحنا -مضى الحبر الأعظم إلى القول- يخبرنا بأن يسوع ظهر مرتين للرسل المجتمعين في العلية: لقد ظهر لهم في المرة الأولى في مساء اليوم الذي قام به من بين الأموات ولم يكن توما موجودا حينها، فقال بعد ذلك إنه لن يؤمن ما لم يرى المسيح ويلمسه. وقد ظهر المسيح للرسل في المرة الثانية بعد ثمانية أيام، وكان توما حاضرا، فتوجه إليه يسوع داعيا إياه للنظر إلى الجروح ولمسها، فقال توما عندها "ربي وإلهي". فقال له يسوع "آمنت لأنك رأيتني، طوبى للذين يؤمنون ولم يروا!" (يوحنا 20، 29). فمن هم الذي آمنوا دون أن يروا؟ مضى البابا متسائلا. إنهم تلامذة آخرون، رجال ونساء آخرون في أورشليم، الذين ودون أن يروا المسيح القائم من الموت آمنوا بشهادة الرسل والنسوة. هذه كلمة بالغة الأهمية حول الإيمان، يمكننا أن نسميها بـ"تطويبة الإيمان": طوبى للذين يؤمنون ولم يروا! طوبى للذين ـ ومن خلال كلمة الله التي تعلنها الكنيسة ويشهد لها المسيحيون ـ يؤمنون بأن يسوع المسيح هو محبة الله المتجسدة، الرحمة المتأنسة.

وهذا الأمر ينطبق أيضا على كل واحد منا، مضى البابا إلى القول، إن المسيح وهب الرسل أيضا الروح القدس، كي ينشروا في العالم كله مغفرة الخطايا، هذه المغفرة التي يعطيها الله وحده، وكان دم الابن ثمنها.

كما لفت الحبر الأعظم إلى أن روح المسيح القائم من الموت بدد الخوف في قلوب الرسل ودفعهم على الخروج من العلية ليحملوا الإنجيل للآخرين. وينبغي علينا نحن أيضا ألا نخاف من أن نكون مسيحيين وأن نعيش كمسيحيين لأن المسيح سلامنا وأقام هذا السلام من خلال محبته وغفرانه ودمه ورحمته.

ختاما قال البابا إنه سيحتفل عصر اليوم بالذبيحة الإلهية في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتيران، وهي كرسي أسقف روما. وقال فلنصل إلى العذراء مريم لتساعدنا على السير في درب الإيمان والمحبة واثقين برحمة الرب وبأنه ينتظرنا ويحبنا وقد غفر لنا بواسطة دمه، ويغفر لنا في كل مرة نتوجه إليه سائلين الغفران. بعدها وجه قداسة البابا تحياته إلى وفود الحجاج القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم وتمنى للكل غداء هنيئا سائلا الله أن يبارك الجميع.