موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
البابا: الراعي هو مَن يتبع يسوع لا السلطة أو المال

الفاتيكان – أبونا وإذاعة الفاتيكان :

"الراعي الصالح هو الراعي الذي يتبع يسوع، لا السلطة أو المال، وحتى إن تركه الجميع سيبقى الرب بقربه" هذا ما قاله البابا فرنسيس صباح الثلاثاء في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

وتمركزت عظة البابا عظته حول نهاية حياة الرسل الذين اختبروا الوحدة في الصعوبات، حيث: "يجردون من كل شيء ويصبحون ضحايا للاضطهادات العنيفة ويتركون ويطلبون ما يحق لهم كمتسولين". وقال: عندما يكون الرسول أمينًا هو لا ينتظر إلا النهاية التي نالها يسوع، والرب لا يتركه أبدًا وهناك يجد قوته. هذه هي شريعة الإنجيل: على حبة الحنطة أن تقع في الأرض وتموت كي تأتي بثمر كثير. لقد كان أحد لاهوتيي القرون الأولى يقول: إن دم الشهداء هو بذار مسيحيين".

واستشهد البابا فرنسيس بما حصل ليوحنا المعمدان "الذي من وحدة سجنه الكئيب أرسل تلاميذه ليسألوا يسوع إن كان هو المسيح، وانتهت حياته بقطع رأسه بسبب نزوة راقصة وانتقام زانية. كما حصل هذا أيضًا مع القديس مكسيمليان كولبي الذي أسس حركة رسولية كبيرة، ومات في أحد المعتقلات النازية"، مشددًا أن "الموت كشهداء وشهود ليسوع هو كحبة الحنطة التي تموت وتأتي بثمر كثير وتملأ الأرض بمسيحيين جدد".

تابع أسقف روما عظته: "عندما يعيش الراعي هكذا بدون الشعور بالندامة أو المرارة، قد يشعر باليأس أحيانًا ولكنه يملك اليقين بأن الرب بقربه على الدوام. وعندما يعيش الراعي حياته مهتمًا بأمور أخرى غير المؤمنين الموكلين إليه، على سبيل المثال متعلقًا بالسلطة والمال وأمور أخرى، ربما لن يموت وحيدًا في النهاية وإنما سيكون أحفاده حوله ينتظرون موته ليرثوا نصيبهم".

ومن خبرته الشخصية، أردف: "عندما أزور مأوى للكهنة المسنين أجد العديد منهم من أولئك الذين بذلوا حياتهم في سبيل المؤمنين، وهم الآن هناك مرضى ولا يمكنهم الحراك، ولكنني أرى ابتسامتهم فورًا لأنهم يشعرون بقرب الرب منهم، وأرى في عيونهم المنيرة ذلك السؤال: كيف حال الكنيسة؟ كيف حال الأبرشية؟ كيف حال الدعوات؟ يهتمون حتى النهاية لأنهم آباء وقد بذلوا حياتهم في سبيل الآخرين".

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: إن "الراعي الصالح هو الراعي الذي يملك هذا اليقين: إن سرت على درب الرب، فالرب سيكون بقربي في النهاية. لنصلّ من أجل الرعاة الذين اقتربوا من نهاية حياتهم وينتظرون الرب الذي سيأتي ليحملهم معه، ولنطلب من الرب أن يمنحهم القوة والعزاء والضمانة بأن الرب قريب منهم بالرغم من مرضهم ووحدتهم؛ ليمنحهم الرب القوة".