موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٣ فبراير / شباط ٢٠١٣
البابا: أن نؤمن يعني أن نلمس يد الله في ظلمة هذا العالم

الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان :

في ختام الرياضة الروحية التي نظمت في الفاتيكان بحضور قداسة البابا بندكتس السادس عشر، كما جرت العادة في كل عام مع بداية زمن الصوم، وجه الحبر الأعظم كلمة إلى أعضاء الكوريا الرومانية المشاركين فيها وقال: أيها الأخوة والأصدقاء الأعزاء، في ختام هذا الأسبوع المفعم بالزخم الروحي لا يبقى أمامي سوى أن أقول لكم كلمة واحدة: شكرا! شكرا لهذه الجماعة المصلية التي رافقتني خلال هذا الأسبوع. شكرا لك يا صاحب النيافة على هذه الرحلة التي قمنا بها في عالم الإيمان والمزامير. لقد أذهلنا غنى وعمق وجمال عالم الإيمان هذا، ونعرب عن امتناننا الكبير لأن كلمة الله خاطبتنا بطريقة جديدة وبقوة جديدة.

بعدها أشار البابا إلى أن التأملات تمحورت حول موضوع رئيسي ألا وهو "فن الإيمان، فن الصلاة" لافتا إلى أن اللاهوتيين في القرون الوسطى ترجموا عبارة "كلمة" إلى "فن" وهذا ما عكس معنى "الكلمة" التي لديها قلب وهي أيضا محبة. الحقيقة جميلة، والحقيقة والجمال يترافقان، الجمال هو ختم الحقيقة.

هذا ثم تطرق البابا إلى التناقض القائم مع هذا العالم المطبوع بالشر والآلام والفساد، ويبدو لنا أن الشر يريد أن يشوه الخلق ليعارض مشيئة الله، وليخفي حقيقته وجماله. هذا ثم أكد البابا أن ابن الله المتجسد، الكلمة المتجسد، تكلل بالشوك، ومن خلال صورة ابن الله المتألم نرى جمال الخالق والمخلص. نستطيع أن نصغي إلى الكلمة في صمت الليل القاتم. أن نؤمن يعني أن نلمس يد الله، في ظلمة هذا العالم، وأن نصغي إلى الكلمة في الصمت ونرى المحبة.

بعدها تمنى البابا أن تستمر مسيرة الإيمان هذه خلال سنة الإيمان، كي نتمكن من الصلاة وإعلان الحقيقة والشهادة لها.

ختم البابا كلمته إلى المشاركين في الرياضة الروحية في الفاتيكان قائلا: ختاما، أيها الأصدقاء الأعزاء، أود أن أشكركم جميعا، لا على هذا الأسبوع وحسب إنما على السنوات الثماني هذه، لأنكم حملتم معي، بجدارة وعطف ومحبة وإيمان، ثقل الخدمة البطرسية. إني أحافظ على امتناني لكم، مع أن علاقة الشركة المنظورة مع البابا ستنتهي الآن ـ كما قال الكاردينال رافازي ـ ليبقى القرب الروحي، وعلاقة الشركة الوطيدة من خلال الصلاة. فلنتابع مسيرتنا تدفعنا هذه القناعة والثقة بالظفر الإلهي، وبالحقيقة والجمال والمحبة. شكرا لكم جميعا.