موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٩ ابريل / نيسان ٢٠١٤
"الارث مُلك الانسانية" منطلق الاردن في الحفاظ على المقدسات المسيحية

عمّان - بترا :

بالقرب من دير روتوريوس الذي يتاخم موقع عماد السيد المسيح استهل سياح اجانب زيارة الى موقع المغطس، عشية زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس في 25 ايار المقبل.

عند الدير الذي انطلق منه يوحنا المعمدان لتعميد المؤمنين وشكل نقطة لقائه مع السيد المسيح عليه السلام، تطل مجموعة كنائس تعتلي موقع المغطس يصل عددها الى نحو 13 كنيسة وديرا، أهمها كنيسة اللاتين التي وضع حجر أساسها البابا بندكتس خلال زيارته الى المملكة في العام 2009.

ويقول مساعد مدير هيئة المغطس المهندس رستم مكجيان، ان اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني والهاشميين بالحفاظ على المقدسات المسيحية يؤكد رسالة الاردن في دعم السلام والمحبة بين الشعوب، ويدلل على أجواء التسامح ويشكل أنموذجا للعيش الديني بين اتباع الديانات السماوية.

يشار الى ان فريقا اثريا اردنيا قام باعمال الحفريات الاثرية في موقع المغطس، حيث تم اكتشاف 11 موقعاً اثرياً تعود الى معمودية السيد المسيح عليه السلام والمتمثلة بالاديرة، والكنائس، وقاعات الصلاة، وبرك التعميد، كهوف الرهبان، ومحطة للحجاج، وقد اعتمدت الحفريات الاثرية آنذاك على ثلاث ركائز، وهي ما ورد في الكتابين السماويين في عهديما القديم والجديد.

مكجيان يلفت الى ان هذه المنطقة كانت منذ الازل تشكل حاضنة لاتباع الديانات السماوية، ولا ادل على ذلك من الكنيسة التي بنيت في موقع عماد السيد المسيح على نهر الاردن حيث تعرضت للهدم جراء العوامل الطبيعية لاربع مرات متتالية، واعيد بناؤها ثلاث مرات منها خلال الفترة الاسلامية.

ووضعت هيئة موقع المغطس اللمسات الاخيرة على استعداداتها لاستقبال قداسة البابا فرنسيس الذي سيزور المملكة في الرابع والعشرين من أيار المقبل والتي تعتبر الرابعة من نوعها على مدى نصف القرن الماضي.

ومن عبارة كتبت في موقع عماد المسيح للمغفور له الملك الحسين بن طلال "الارث ملك الانسانية"، ينطلق مكجيان لتوضيح منطلق الهاشميين في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية، حيث تعتبر تلك المواقع ملكا لكل انسان على الارض، كونها تجسد تاريخا من الحضارات وليست ملكا لاحد او فئة بعينها.

وفي موقع العماد، يسرد مكجيان أمام مجموعة من السياح تاريخ المنطقة، مشيرا الى ان السيد المسيح انطلق في رسالته من هذه الارض المباركة ارض الانبياء، لينشر المحبة والسلام بين الجميع ولا زالت هذه الارض تنادي برسالته وتدعو دول العالم الى الالتقاء على "كلمة سواء".

تقول جوليا القادمة من المملكة المتحدة لزيارة موقع المغطس، انها قدمت في رحلة للاطلاع على الارث الانساني في الاردن، ووجدت ان هذا الارث من التسامح انعكس ايضا على طبيعة سكان المنطقة، وهو ما عكسه الترحيب منذ بدء جولتها السياحية في المملكة.

تيها راجا الكندي من اصل سيرلانكي الذي قدم حاجا الى المغطس والاراضي المقدسة، يعبر عن سعادته في توفير الفرصة له للقيام بهذه الزيارة، فقال "قدمت حاجا الى الاراضي المقدسة وكان جانبا من زيارتي مخصصا للسياحة والاطلاع على المواقع المسيحية الدينية في المملكة" والتي ينوف عددها عن الخمسين موقعا".

وعرض المطران سليم الصايغ في كتابه بعنوان "الاثار المسيحية في الاردن" لاكثر من خمسين موقعا تتوزع في مناطق المملكة شمالا وجنوبا، منها ما هو مدرج حاليا على الخريطة السياحية في المملكة والجزء الاخر يحتاج الى مزيد من الترويج لترسيخه على خريطة الحج المسيحي في الاردن.

اما الدكتور ابراهيم لويس القادم من مصر حاجا وزائرا الى موقع المغطس "ان الزيارة اعادتني الى ما قبل الفي عام وجعلتني استذكر رسائل الانبياء وكفاحهم من أجل نشر قيم العدالة والتسامح والسلام انطلاقا من هذه الارض المقدسة".