موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأربعاء، ٣٠ سبتمبر / أيلول ٢٠١٥
الأمير الحسن يدعو إلى مشروع تضامني إنساني يفتح الباب للجميع

عمّان – بترا :

أكد سمو الأمير الحسن بن طلال الحاجة لمشروع تضامني إنساني، يفتح الباب أمام الجميع، ويركز على المحتوى المتمثل بمستقبل الشرق.

وقال سموه خلال رعايته حفل إطلاق كتاب "المسيحية العربية والمشرقية: دراسة تاريخية" لمؤلفه الأرشمندريت أغابيوس جورج أبو سعدى، إن الحفاظ على البيئة الإنسانية والمادية (الحِمى) يتطلب العمل على تعزيز الأخوة الانسانية واستبعاد مظاهر الإقصاء الاقتصادي والاجتماعي.

وأضاف سموه في الاحتفال الذي أقامه المعهد الملكي للدراسات الدينية، أمس الثلاثاء بالتعاون مع اللجنة الثقافية في النادي الارثوذكسي، إن الحوار بين المسيحيين والمسلمين في الوطن العربي لم يكن حول العقائد اللاهوتية والمعتقدات بل كان نوعا من علاقة مشتركة قائمة على الاحترام المتبادل.

كما اكد أن المسيحيين العرب لم يكونوا غرباء عن الحضارة العربية الاسلامية، ولا سيما أن الحديث عن الكلدانية والآرامية واليونانية، هو حديث عن صيرورة من الفكر.

وأشار سمو الأمير الحسن إلى خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الذي ألقاه اخيرا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يوضح أن العامل الأكثر أهمية للحرب ضد الارهاب يكمن في التصدي للفكر المتطرف وأدواته التي تحتاج الى تكاتف المجتمع الانساني وتنوعه الديني والعرقي والثقافي، وهو ما يسمى وفق علم الاجتماع بالطاقة المجتمعية.

كما أشار إلى دعوة البابا فرنسيس لمكافحة الفقر والتغير المناخي والتدهور البيئي وتسوية النزاعات التي ترغم الاف اللاجئين على الفرار، لافتا إلى أن رؤية قداسته التي تبين ان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والبيئية تأتي مقابل الحقوق المدنية والسياسية لكنها ليست متناقضة بالضرورة.

وقال سمو الامير الحسن إننا بحاجة إلى تنمية في عقولنا وتفعيل ارادتنا، مؤكدا أن ثمة حاجة ماسة للجمع بين التنمية المعنوية وفق المقاربات الانسانية. وحول تطوير المناهج التربوية بما يعمق القيم الإنسانية المشتركة لدى مكونات الوطن بأبعادها المختلفة، دعا سموه إلى البدء بهذا المشروع انطلاقا من أرضية علمية موضوعية تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة.

وقال الارشمندريت اغابيوس جورج ابو سعدى، مؤلف الكتاب إن الهدف من كتابه يتمحور حول أمرين اولهما: إبراز حقيقة وجود المسيحية كنبتة عربية ومشرقية، نظرا لقلة الصفحات في كتب التاريخ المتداولة في حقل التعليم بالعالم العربي واسرائيل، وثانيهما: الايمان العميق بأن المسلمين والمسيحيين بإمكانهم العيش جنبا الى جنب دون ان يلغي احدهما الاخر.

واستند الأرشمندريت ابوسعدى في تأليفه للكتاب الى حقائق أساسية ومنها إن المسيحية المشرقية جزء عضوي من الواقع التاريخي والاجتماعي والثقافي العربي والمشرقي، وان الحضور المسيحي في الشرق، حضور أصيل داخل النظام الحضاري العربي والاسلامي.

ودعا المسيحيين المشرقيين الذين لم يكونوا يوما جزءا من هموم الغرب أن يتفحصوا من جديد انساق السياسات الاستعمارية والتوسعية التسلطية التي لم تكترث او تهتم بما يتعرضون له، مؤكدا ضرورة العمل على كشف اخطار تلك السياسات والتوجهات.

وطرح أبو سعدى في مؤلفه جملة من الاقتراحات ومنها: نشر ثقافة احترام الاخر والاعتراف بحقه في الاختلاف دينيا وثقافيا، إلى جانب المطالبة بوضع قوانين صارمة لرجال الدين من كل الأديان، بما يمنع التحريض على التطرف قولا وعملا بين أبناء البشر بالإضافة الى قيام منظمات المجتمع المدني بدورها بما تملكه من قدرة على التمدد بين اوساط المجتمع.

وقالت الدكتورة هند أبو الشعر ان ما توصل إليه المؤلف سليم جدا، ولا سيما اننا لا نجد في مصادرنا العربية صورة متسلسلة للقبائل العربية المسيحية قبل الاسلام، رغم ان المسيحية كانت ديانة غالبية القبائل العربية التي كون بعضها دولا كالغساسنة والمناذرة وكندا.

وأشارت إلى المبرر الذي جعل المؤلف يتجه لدراسة المسيحية العربية، عندما لاحظ طمسا لا يخلو من غرابة للتاريخ العربي المسيحي سواء في كتب التاريخ العربي او مناهج الدراسات وكذلك الدراما، ولا سيما أنه اكتشف وجود حالة صمت عن الدور التاريخي للعرب المسيحيين.

وقال عميد كلية الاداب في جامعة الاسراء الدكتور وجيه عبدالرحمن، اننا عندما نتحدث عن المسيحيين العرب والمسلمين فهو حديث عن نسيج اجتماعي تاريخي وديني ايضا، بدأ منذ نزول الوحي على النبي محمد عليه السلام وذهابه للقس ورقة ابن نوفل الذي اعترف بنبوة سيدنا محمد عليه السلام.

واشارإلى أن الكنيسة كانت حاضنة للإسلام وراعية للمسجد مستشهدا بهجرة المسلمين إلى الحبشة، واستقبال النجاشي لهم، ومنحهم الامن والامان.

وقال الدكتور وجيه إن المعاناة التي يواجهها المسيحيون العرب في بعض البلاد الاسلامية التي تشهد صراعات وحروبا ونزاعات، لا تقتصر على المسيحيين وحدهم بل طالت المسلمين ايضا، الامر الذي يؤكد إن هذه الممارسات تمس الوجود العربي بفسيفسائه المتنوعة.